وجّه الشاعر والمفكر السياسي بروفيسور سامي شلوم شطريت، عبر "بكرا"، تحذيرًا شديد اللهجة من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القتل الجماعي هناك لم يعد نتيجة جانبية للقصف، بل بات سياسة صامتة تنفذها إسرائيل من خلال الحصار وحرمان السكان من شروط الحياة الأساسية.
وقال شطريت في حديثٍ خاص إن ما يحدث في القطاع منذ شهور لم يعد يستوفي أي مبررات عسكرية، بل يشكل بيئة مثالية لإبادة جماعية: "نحن في نهاية تموز، والحر القاسي، وشح المياه والغذاء، وتدهور ظروف النظافة، وانعدام الدواء والمأوى، كلها نتائج مباشرة من صنع أيدينا – وستؤدي حتمًا إلى وفيات جماعية بسبب الجفاف وسوء التغذية والعدوى والأمراض".
وأضاف: "لم تعد هناك حاجة لإطلاق النار لقتل المدنيين. الموت يحدث الآن بصمت، عبر سياسات التجويع والإهمال. وكل ضحية تسقط من الآن فصاعدًا هي مسؤوليتنا المباشرة".
شطريت لم يتردد في تحميل إسرائيل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الكارثة، قائلًا: "منذ لحظة السيطرة على قطاع غزة، باتت الدولة مسؤولة عن حياة كل إنسان هناك. يمكن للبعض أن يتهرب باللوم على حماس، أو على الأمم المتحدة، أو حتى على واشنطن، لكن كل هذا لن يُجدي حين تبدأ الجثث بالتراكم بالآلاف. سيكون هناك مسؤول واحد فقط: إسرائيل، وكل إسرائيلي يدعم هذه السياسات أو يلتزم الصمت تجاهها".
السرديات المتكررة
وهاجم شطريت السرديات المتكررة حول "التحذيرات قبل القصف" أو "سرقة المساعدات"، واصفًا إياها بأنها ذرائع لا يمكنها تبرير المأساة. وقال: "القانون الدولي واضح، وقد وُضع بعد المحرقة التي مر بها شعبنا. لا توجد أعذار في حال حدوث إبادة جماعية أخرى".
واختتم شطريت دعوته بنداء واضح: "الحل الوحيد لتجنّب هذه الكارثة هو الخروج من غزة فورًا، مع استعادة الأسرى والإعلان عن إنهاء الحرب. ليس فقط من أجل الفلسطينيين – بل من أجلنا نحن، من أجل إنقاذ ما تبقى من ضميرنا الجماعي".
ووجّه رسالة مباشرة لرئيس الحكومة: "الأمر بيدك. لا تلطّخ أيدينا بعار تاريخي لا يُمحى. أوقف الحرب الآن".
ثم ختم قائلًا: "واجبنا الآن هو الكلام. علينا التحذير ورفع الصوت والمطالبة بأن يحاسب ممثلو الجمهور أنفسهم – قبل أن يفوت الأوان. لا أحد يريد محرقة في غزة. حتى أكثر الكارهين لا يرغبون بذلك".