في لقاء خاص مع موقع "بكرا"، تحدّث المحامي ومهندس البرمجيات مهدي كبها، المؤسس الشريك في مجتمع هارموني، عن رؤيتهم الطموحة لبناء شبكة مهنية عربية عالمية، وأبرز المبادرات التي أطلقتها المجموعة، وأهم التحديات التي يواجهونها في هذا المسار. إليكم تفاصيل اللقاء:
بكرا: بداية، حدّثنا عن فكرة "هارموني". كيف وُلدت، وما الذي ألهمكم لإطلاقها؟
"هارموني" وُلدت من حاجة حقيقية شعرنا بها نحن كمجموعة من المهنيين العرب الذين نعمل في مجالات مختلفة حول العالم. لاحظنا غياب بيئة مهنية منظّمة تربط المهنيين العرب وتمنحهم أدوات وفرصًا للتطور. من هنا جاءت فكرة إنشاء مجتمع مهني عربي متكامل يعمل على تعزيز رأس المال البشري، وخلق مساحة آمنة للتعاون وتبادل المعرفة.
بكرا: ما هي الرؤية التي تقودكم في "هارموني"؟
نطمح إلى بناء شبكة مهنيين عرب من مختلف الدول، تعمل بشكل جماعي على دفع عجلة الابتكار والتقدم الاقتصادي والاجتماعي. نريد أن نوفّر مساحة فعالة للتشبيك والتعاون وتبادل الخبرات، بحيث يصبح لكل فرد فرصة حقيقية للنمو، ليس فقط في مسيرته الشخصية بل في خدمة المجتمع أيضًا.
بكرا: ما هي أبرز الأهداف التي تركزون عليها في هذه المرحلة؟
نركّز على أربعة أهداف رئيسية:
توسيع وتطوير الشبكة المهنية: من خلال فعاليات، لقاءات، ومنصات تفاعلية تتيح للمهنيين العرب التواصل والتعاون.
تقليص فجوة المعرفة والفرص: عبر محتوى تعليمي ومهني متاح للجميع، وبرامج تمكين وتوجيه.
دعم ريادة الأعمال والمبادرات الجديدة: نوفّر الإرشاد والربط مع مستثمرين وخبراء.
تطوير آليات جديدة للتشبيك المهني: نعمل على أدوات تقنية تربط بين الأفراد وتساعد على بناء علاقات مهنية مستدامة.
بكرا: أطلقتم مؤخرًا مبادرة بعنوان "ملجأ آمن". هل يمكنك أن تحدّثنا عنها؟
"ملجأ آمن" هي مبادرة مجتمعية استجبنا من خلالها لحاجة ملحّة لدى أهلنا في البلدات العربية داخل إسرائيل، وهي الوصول السريع والدقيق إلى مواقع الملاجئ خلال فترات الطوارئ. أنشأنا منصة إلكترونية تفاعلية تحتوي على قاعدة بيانات محدثة لمواقع الملاجئ، لتكون متاحة للجميع بشكل فوري وسهل الاستخدام. الأمان المجتمعي بالنسبة لنا جزء من رؤيتنا الكبرى للمسؤولية المجتمعية.
بكرا: ما هي التحديات التي تواجهونها في عملكم، خاصة في السياق العربي داخل إسرائيل؟
أكبر التحديات تكمن في غياب البنى التحتية الداعمة للتنظيم المهني، وضعف ثقة بعض الأفراد بالمبادرات الجماعية، بالإضافة إلى فجوات اللغة والموارد. لكننا نرى في هذه التحديات فرصة لبناء نموذج مختلف. التفاعل الإيجابي الذي نلقاه حتى الآن يشجّعنا على الاستمرار.
بكرا: ما رسالتكم للمهنيين العرب الذين ما زالوا مترددين في الانخراط في مجتمعات مهنية مثل "هارموني"؟
أقول لهم: لا تنتظروا أن تأتيكم الفرصة، بل كونوا جزءًا من صناعتها. "هارموني" ليست مشروعًا لفئة محددة، بل مساحة مفتوحة للجميع. نحن بحاجة لكل طاقة ومبادرة، وأي انخراط – مهما بدا بسيطًا – يمكن أن يحدث أثرًا كبيرًا على المدى البعيد.