آخر الأخبار

دراوشة لبكرا: الاحتلال يستخدم الجوع كسلاح إبادة صامتة ضد الفلسطينيين في غزة

شارك

قال المحلل السياسي محمد دراوشة في حديث لموقع بكرا إنّ ما تشهده غزة اليوم لم يعد مجرد أزمة إنسانية بل تحوّل إلى سياسة إسرائيلية ممنهجة تستخدم الجوع كسلاح إبادة صامتة ضد الفلسطينيين، مشددًا على أن ما يحدث لا يمكن قراءته كحصار عابر أو نتيجة ظرف طارئ، بل كجزء من منظومة مدروسة لتدمير البنية المجتمعية والإنسانية للشعب الفلسطيني في القطاع.

وأوضح دراوشة أن الاحتلال لا يكتفي بالقصف أو تدمير البنى التحتية، بل بات يحاصر اللقمة نفسها، ويمنع الغذاء والدواء والماء بشكل متعمّد بهدف كسر إرادة الناس. وأضاف: "نحن أمام واقع يُحرم فيه الأطفال من الفطور، والشيوخ من الدواء، والأمهات من إطعام أطفالهن. هذه ليست مجاعة ناتجة عن فقر، بل عن قرار سياسي يتغذى على معاناة الناس".

وأشار إلى أن الطواقم الصحفية والطبية في غزة تحوّلت بدورها إلى شهود على جريمة جماعية تُنفذ بأدوات باردة. "الكاميرا في غزة تبكي قبل أن توثق، والطبيب هناك لا يحمل فقط سماعة طبية بل إحساسًا عميقًا بالخيانة الدولية لكل القيم الإنسانية"، قال دراوشة.

جريمة بلا دماء

ووصف دراوشة سياسة التجويع بأنها "جريمة بلا دماء"، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى عبر الحصار إلى محو الوجود الفلسطيني بطريقة صامتة ومدروسة. "الرسالة التي يحاول الاحتلال تمريرها واضحة: لن نهزمكم بالقنابل فقط، بل بالحرمان من الطعام، بتجفيف الطفولة من داخل بطون خاوية، وبدفع الناس إلى الانهيار من الداخل"، على حد تعبيره.

وأكد أن استخدام الجوع بهذه الطريقة يمثل انهيارًا أخلاقيًا عالميًا، وأن صمت المجتمع الدولي تجاه ما يجري هو تواطؤ بحد ذاته. وأضاف: "حين يُمنع الغذاء كأداة قمع، وتُحوّل المساعدات إلى فخاخ للموت، فإن كل المنظومة الأخلاقية تنهار، ويصبح السكوت مشاركة في الجريمة".

وختم دراوشة حديثه بالقول إن ما يحدث في غزة اليوم يجب أن يكون صفعة على وجه كل المؤسسات الدولية التي ما زالت تساوي بين الضحية والجلاد. "في لحظة كهذه، يصبح القلم مقاومة، والصورة وثيقة إدانة، والصوت الفلسطيني نداء لا يمكن كتمه".

بكرا المصدر: بكرا
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا