في حديث لموقع "بكرا"، عبّر الصحفي ياسر العقبي عن قلقه الشديد إزاء قرار تعيين الكولونيل يوري مزوفوفسكي في منصب رفيع يضطلع بمسؤولية تنفيذ أوامر الهدم في القرى العربية-البدوية في النقب، واصفًا القرار بأنه "مقلق وخطير"، ويطرح تساؤلات جدية حول معايير التعيين داخل جهاز الشرطة الإسرائيلية.
وقال العقبي لـ"بكرا":"هذا الضابط كان مسؤولًا عن اعتقالي بشكل تعسفي وغير قانوني خلال قيامي بتغطية صحفية في منطقة سعوة، وقد تقدمت ضده بدعوى قضائية، انتهت بقرار من المحكمة الإسرائيلية التي أكدت أن شهادته لم تكن صادقة ولا تتماشى مع معايير النزاهة والمصداقية. فكيف يُعقل اليوم أن يُرقّى ويُسند إليه منصب بهذه الحساسية؟"
وأضاف العقبي:"الحديث هنا لا يتعلق بي فقط كصحفي وكمتضرر مباشر من سلوك هذا الضابط، بل نتحدث عن مؤشر خطير على أن جهاز الشرطة يتجاهل تمامًا معايير المحاسبة والمهنية، ويغلب الولاء السياسي على النزاهة والمساءلة."
غياب العدالة
وتابع قائلًا:"منح هذا الشخص صلاحية التصرف في مصير آلاف البيوت البدوية، رغم إدانته القضائية بالكذب، هو تعبير صارخ عن غياب العدالة. الأمر يتجاوز شخصه ليعكس توجهًا مقلقًا ضد المجتمع العربي عامةً والبدوي في النقب بشكل خاص، خاصة في ظل تصاعد الخطاب العنصري والتحريضي."
وأشار العقبي إلى جانب آخر مثير للقلق في تعيين مزوفوفسكي، قائلاً:"ظهوره في مناسبة عائلية إلى جانب شخصيات معروفة بانتمائها لجماعة بن غفير والتحريض على العرب، يزيد من الشبهات حول دوافع تعيينه بالذات في هذا المنصب، ويعزز المخاوف من وجود خلفيات أيديولوجية في قرارات الشرطة."
واختتم العقبي حديثه برسالة واضحة، جاء فيها:"أناشد كل الجهات الحقوقية، وأدعو النواب العرب وكل من يؤمن بالديمقراطية والمساواة إلى التحرّك العاجل لمساءلة هذا القرار والضغط لوقفه فورًا. نحن أمام واقع خطير يُمنح فيه من ثبت قانونيًا أنه تصرف بدون صدق وأمانة، سلطة واسعة على حياة وبيوت آلاف العائلات."