حذر الكاتب والمحلل الإسرائيلي البارز آفي يسسخاروف، من أن قطاع غزة تحول إلى "أكبر مواقع هدم العقارات في العالم"، معتبراً أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو "المقاول المنفذ" لهذه العمليات.
جاء ذلك في مقال له على موقع "يديعوت أحرونوت"، ينتقد فيه استمرار العمليات العسكرية في غزة، والتي يصفها بأنها "دمار بلا أي جدوى"، في ظل ترويج أنصار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو روايات عن قرب تحقيق "النصر المطلق".
وأشار يسسخاروف إلى أن الدمار في غزة "أبولي" و"بأبعاد توراتية"، وتتغير مبرراته باستمرار، فمرة يكون الهدف "هزيمة كتيبة خان يونس"، ومرة أخرى "حماية محور فاصل"، أو حماية قوات الجيش الإسرائيلي.
وأكد أن جنود الجيش الإسرائيلي ومشغلي الآليات الهندسية الكبيرة يتأثرون خلال عمليات الهدم، مستشهدا بتقرير الأسبوع الماضي عن شق طريق جديد يقسم خان يونس إلى قسمين، وهدم مئات المباني على طوله لحمايته.
كما ذكر يسسخاروف أن هذا التدمير الهائل للممتلكات لا يبدو أنه يهدف إلى التخلص من حركة حماس بقدر ما يبدو وكأنه "عمل انتقامي". ورغم الكشف عن المزيد من الأنفاق و"مقتل" المزيد من "المسلحين"، يرى أن هناك غيابا لهدف حقيقي للحرب، حيث يجري القتال غالبا بدون وجود عدو مباشر أو حتى سكان مدنيين في المنطقة.
وأكد يسسخاروف أن النشاط الهندسي المكثف لن يسرّع إطلاق سراح "الرهائن"، ولن يدفع نحو حل في غزة على غرار "إسقاط حماس"، معتبراً أن هناك خلطا بين هدم المباني والأحياء، وبين إسقاط المنظمة.
وفي سياق متصل، شدد يسسخاروف على أن تزايد أعداد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي وحالات انتحار الجنود بسبب الصدمات، يثير تساؤلات حول جدوى ما يحدث في غزة، وعن سبب رفض الحكومة الحالية التوصل إلى صفقة شاملة للأسرى.
وأشار إلى أن الأمهات والآباء الذين يخدم أبناؤهم في غزة يجدون صعوبة في تصديق أن أبناءهم يدخلون القطاع مرة أخرى "لجولة أخرى لا هدف لها سوى هدم المنازل والأحياء".