في ظل التدهور الإنساني الخطير في قطاع غزة، تحدّث الناشط الفلسطيني في المجال الإنساني، أدهم أبو سلمية، لموقع "بكرا" عن الواقع المرير الذي يعيشه سكان القطاع، مؤكدًا أن ما يحدث يتجاوز كونه أزمة إنسانية عادية.
قال أبو سلمية:"ما يجري في غزة اليوم ليس 'أزمة إنسانية' كما يحاول البعض تلطيف العبارة، بل هي مجاعة منظّمة وجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان."
وأضاف:"اليوم، خرجت وكالة 'الأونروا' عن صمتها وقالت بوضوح: إسرائيل تقتل الجياع. لم يعد في الأمر لبس."
وتابع:"أكثر من مليون طفل يواجهون خطر الجوع الحاد في غزة، يُسجلون في قوائم الموتى بسبب سوء التغذية. خلال 48 ساعة فقط، قضى أربعة أطفال جوعًا. هذه الأرقام ليست مجرد أرقام، بل صرخات تخرج من صدور الأمهات، ووجع يتسلل إلى ضمير العالم الذي اختار الصمت."
وأردف قائلاً:"نحو 244 ألف إنسان يعيشون في المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي – مرحلة المجاعة الصريحة، حسب تقارير الأمم المتحدة، لا تقاريرنا المحلية. ومع ذلك، لا معابر تُفتح، ولا وقود يُدخل، ولا خبز يصل، ولا دواء يُسعف."
خطر مزدوج
وأشار أبو سلمية إلى الخطر المزدوج الذي يواجهه سكان غزة، قائلاً:"الأخطر من الجوع أن من ينجو منه قد لا ينجو من رصاصة إسرائيلية عند نقطة توزيع المساعدات. من يفلت من المجاعة، يسقط في مجازر 'زيكيم' أو 'خان يونس' برصاص الاحتلال وهو يحاول التقاط كيس طحين أو علبة سردين لأطفاله."
وواصل:"الوقود مفقود، الكهرباء مقطوعة، المياه ملوثة، المستشفيات عاجزة، والموت يوزّع بعدالة على الجميع."
وأكّد أبو سلمية:"هذه ليست حربًا، بل جريمة ممنهجة ضد شعب أعزل. هذه ليست أخطاء جانبية، بل سياسة تجويع وتركيع وتطهير عرقي. وهذا ليس صراعًا بين دولتين، بل هولوكوست جديد ترتكبه إسرائيل تحت أعين العالم."
وختم حديثه بالدعوة إلى تحرك عاجل:"غزة اليوم لا تحتاج بيانات تضامن باردة، بل تحتاج إلى كسر الحصار فورًا، وإدخال الوقود والغذاء والدواء دون شروط، وتدويل التحقيق في استهداف المدنيين عند نقاط المساعدات، ورفع الصوت في كل محفل سياسي وقانوني وشعبي."
وأضاف:"أنا لا أتكلم اليوم كناشط فقط، بل بلسان الأمهات اللواتي يغلين الماء لإسكات بكاء أطفالهن، بلسان الأطباء الذين يبكون لأنهم لا يجدون مغذيًا أو حقنة إنسولين، وبلسان العائلات التي تموت في صمت لا يصل إلى شاشات العالم."
وختم:"غزة تُذبح جوعًا، والمجرم معروف، والشاهد صامت."