في لقاء خاص مع موقع "بُكرا"، أطلقت الدكتورة صباح عبد الهادي، الناشطة في الشأن الإنساني من قطاع غزة، صرخة مدوية من قلب الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، حيث وصفت المشهد بأنه لم يعد يحتمل، لا إنسانيًا ولا أخلاقيًا ولا حتى بصمت الضمير العربي والدولي.
"لا يوجد خبز في غزة... لا شيء على موائد العائلات سوى الألم. الجوع هو سيد المكان، والموت لم يعد يأتي من القذائف فقط، بل من البطون الخاوية!" — تقول د. عبد الهادي بحرقة.
وأكدت أن الأوضاع في غزة لم تعد مجرد "أزمة"، بل إبادة جماعية بالبطيء، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان في حصار خانق ومجاعة مفتوحة، وسط تجاهل عالمي وصمت عربي مخزٍ.
"أطفال غزة لا يموتون فقط تحت الأنقاض، بل يموتون جوعًا... الأب لا يخاف على نفسه من الموت، بل يخشى أن يترك أطفاله في مواجهة القهر والجوع والذل"، تضيف.
"لا صوت يعلو فوق صوت الجوع"
توضح د. عبد الهادي أن أهل غزة لم يعودوا يميزون بين أصوات القذائف أو الطائرات أو الدبابات، لأن صوت الجوع طغى على كل شيء، بل أصبح الصوت الوحيد الذي يملأ الحياة اليومية في كل بيت وزقاق ومخيم.
وتساءلت بألم: "ألم يستيقظ أهل الضفة والداخل على هذا الموت البطيء؟! بالله عليكم، ألم يوجعكم ضميركم بعد؟! بأي ذنب يموت أطفال غزة جوعاً؟!".
وختمت د. عبد الهادي رسالتها بنداء مباشر للعالم: "أنتم خصومنا أمام الله والتاريخ لن يرحمكم... غزة تُباد أمام أعينكم، كفى صمتًا، كفى نفاقًا، كفى مؤتمرات لا تسد جوع طفل ولا تمسح دمعة أم".