أثارت تصريحات الإعلامية الإسرائيلية أييلا حسون، مقدّمة البرامج في قناة "كان 11"، موجة انتقادات واسعة، بعد أن عقّبت على حادثة الاعتداء على النائب أيمن عودة في مدينة نس تسيونا بعبارات وُصفت بأنها تبرير صريح للعنف السياسي.
وجاءت تصريحات حسون خلال بث مباشر، عقب تقرير أعدّته الصحفية آنا فينس عن الحادثة، حيث قالت: "نحن لا نبرر العنف أبدًا، لكن يجب التذكير أيضًا بتصريحات أيمن عودة وعوفر كسيف ضد جنود الجيش، الناس يفرغون غضبهم".
العبارة أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية والإعلامية، واعتُبرت بمثابة تطبيع مع العنف وتغطية على الاعتداء الخطير الذي تعرّض له نائب منتخب خلال مشاركته في مظاهرة سلمية.
عدد من المعلقين والسياسيين دعوا هيئة البث إلى التوضيح، مطالبين بمحاسبة مقدمة البرنامج على تصريحاتها التي قد تُفسر كتحريض ضمني ضد نواب عرب.
تصريحات أيلا حسون: تحريض إعلامي وتبرير خطير للعنف السياسي ضد القيادات العربية
وفي السياق، ادان مركز إعلام – المركز العربي للحريات الإعلامية والبحوث – بأشد العبارات تصريحات الإعلامية أيلا حسون.
وقال في بيان أن تصريحات حسون تُشكّل نموذجًا صارخًا لـ"لوم الضحية"، وتُعبّر عن انحياز إعلامي خطير يُضفي الشرعية على عنف سياسي موجّه ضد ممثلي الجمهور العربي. حين تختار إعلامية لها تأثيرها أن تُحمّل النائب المُعتدى عليه مسؤولية ما جرى له، فإنها لا تقوم بتحليل صحفي، بل تُشارك فعليًا في خطاب التحريض.
واوضح: من الإعلام العام يُتوقّع أن يكون جهة رقابية ومسؤولة، لا منبرًا للتطبيع مع العنف. كان الأجدر بحسون أن تسأل: لماذا لم تتحرك الشرطة فورًا؟ ولماذا لم يُعتقل المعتدون في المكان؟ وكيف يُسمح بالاعتداء على نائب في وضح النهار دون ردع واضح؟ تغليف العنف بلغة "الرأي الآخر" لا يُبرّئ الإعلام، بل يُحمّله مسؤولية مضاعفة في إذكاء خطاب الكراهية وتطبيع استهداف السياسيين العرب. مركز إعلام يُحمّل الجهات الإعلامية والمؤسسات الرقابية مسؤولية محاسبة هذا الخطاب والتحذير من عواقبه.