المحامي دغش لبكرا: مشروع المتنزّه في طيرة الكرمل يستهدف محو الذاكرة الفلسطينية

قال المحامي خالد دغش في حديث خاص لموقع "بـُكرا" إن مشروع بلدية طيرة الكرمل الذي يتضمن إقامة متنزّه عام داخل أراضي المقبرة الإسلامية المهجّرة في المدينة، هو جزء من سياسة منهجية تستهدف محو الذاكرة الفلسطينية والطمس المتعمد للمعالم التاريخية.
وأوضح دغش أن "البلدية كانت بصدد تنفيذ مسارات مشاة وشبكات بنى تحتية تمرّ من قلب المقبرة، ضمن مخطط واضح لتغيير طبيعة المكان ومسحه بالكامل، وهو ما يشابه ما حدث سابقًا في حيفا مع مقبرة الاستقلال".

وأضاف أن جميع المقابر الإسلامية في طيرة الكرمل، حيفا، وتل حنان، تقع في مواقع استراتيجية، وهناك محاولات مستمرة للاستيلاء عليها أو اقتطاع أجزاء منها، مشيرًا إلى أن ذلك يتم تحت غطاء مشاريع تطوير عمرانية.

انتصار قانوني: المحكمة المركزية تُوقف المشروع

وتابع دغش قائلاً إن المحكمة المركزية قبلت الاستئناف الذي تقدّم به الأهالي ضد قرار سابق من محكمة الصلح، واعتبره "مجحفًا وغير منصف"، مشيرًا إلى أن "تقبل الإدعاءات من القاضي إحسان كنعان ودعم السكان المحليين الذين وفّروا مبلغ التأمين المطلوب، أتاح لنا إصدار أمر قضائي مستعجل بوقف الأعمال التي تنفذها البلدية وسلطة المياه في موقع المقبرة".

وعن احتمال استئناف بلدية طيرة الكرمل على القرار، قال دغش: "من الناحية النظرية يمكنهم التوجّه للمحكمة العليا، لكننا نستبعد ذلك، لأن قرار المحكمة المركزية جاء مبنيًا على أرضية قانونية متينة قدمناها للمحكمة".

نية واضحة لتفكيك المقبرة

وأشار دغش إلى أنه "عُقدت في الفترة الأخيرة جلسات مع رئيس البلدية، وظهر فيها بوضوح التوجّه إلى تقسيم المقبرة قطعة قطعة، بهدف نهائي يشمل محو المكان كليًا وتحويله إلى مساحة ترفيهية بلا أثر لماضيه".

وكشف أن جزءًا من المقبرة قد جرى الاستيلاء عليه بالفعل في وقت سابق، مؤكدًا أن الفريق القانوني يعمل الآن على بدء عملية تحرير هذا الجزء قانونيًا.

دعوة للدعم والمشاركة

وختم دغش حديثه بدعوة أهالي الطيرة المهجّرة وأبناء المجتمع العربي عمومًا إلى دعم الجهود القانونية والشعبية، مشددًا على أن "المرحلة القادمة ستكون حاسمة، لأننا نواجه قضايا مشابهة في مواقع أخرى، ما يتطلب حضورًا شعبيًا ومساندة مستمرة".