في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أقيم مساء أمس (الإثنين 14 تموز 2025) لقاء عربي–يهودي فريد من نوعه في مقر الطائفة الإسلامية الأحمدية في حي الكبابير بمدينة حيفا، تحت عنوان: “نبني معًا مستقبلًا مشتركًا”، بمشاركة اكثر من 50 شخصًا من مختلف الخلفيات. وتم تنظيم هذا اللقاء بمبادرة من موقع بكرا بمشاركة الطائفة الاسلامية الاحمدية في الكبابير.
جاء هذا اللقاء في ظل التوترات الأخيرة التي شهدتها المدينة، ليؤكد على أهمية الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين المواطنين العرب واليهود، باعتباره ركيزة أساسية لضمان مستقبل عادل وآمن للجميع.
خلال اللقاء، طُرحت أسئلة صريحة ونُظّمت نقاشات مفتوحة حول المبادئ التي يجب أن تقوم عليها الحياة المشتركة، أبرزها: المساواة، الكرامة، التضامن، والاعتراف بالآخر. المشاركون شددوا على أن العرب واليهود سيستمرون بالعيش معًا، لكن هذا التعايش لن يكون حقيقيًا إلا إذا بُني على أسس من العدالة والشراكة الفعلية.
اللقاء، الذي استمر حوالي ساعتين، شكّل مساحة آمنة للحوار والتفكير الجماعي، ودعا في ختامه إلى تعزيز الوعي المجتمعي والعمل المشترك لبناء مستقبل أكثر إنصافًا لجميع سكان البلاد.
وأكّد الشيخ محمد عودة في حديث خاص لموقع "بكرا" على أهمية الاجتماع الأخير الذي شارك فيه ممثلون عن مختلف أطياف المجتمع الإسرائيلي، من متدينين، يهود من اليمين واليسار والمركز، وعرب، قائلًا:"نحن نتحدث عن مستقبلنا، إلى أين؟ عن الخوف الموجود، القلق، والاضطراب داخل المجتمع. علينا أن نسأل: كيف نفكك هذا الخوف؟ كيف نخفف هذا الاضطراب؟ كيف نعيش معًا في أمن وأمان ونبني مستقبلًا مشرقًا؟"
وأشار الشيخ عودة إلى أن العمل المشترك هو السبيل لتغيير الواقع، مؤكدًا أهمية إشراك فئات المجتمع التي لا تشارك عادة في مثل هذه اللقاءات:"إذا لم نتحد ونتكاتف ونعمل معًا ونسمع الحلول... فلن نغيّر الواقع المرير. يجب أن نفكر في الغد: كيف نجلب أولئك الذين لم يشاركوا؟ كيف نتحدث عن الجوانب الجميلة في حياتنا؟"
وتطرق إلى قضية الإسلاموفوبيا، مؤكدًا أن من واجب المسلمين أن يتحدثوا بقوة ووضوح عن العلاقات التاريخية بين المسلمين واليهود:"اليهود عاشوا معنا لألف وأربعمائة سنة في أمن واستقرار. اللغة العبرية أُحييت من جديد عندما عاشوا معنا، والثقافة العبرية كُتبت وأُلفت في العالم الإسلامي. علينا أن نُبرز هذه القصة الجميلة للحياة المشتركة لتكون نورًا للمستقبل."
وفي ختام حديثه، أشار الشيخ عودة إلى المآسي الإنسانية التي تعيشها المنطقة، مؤكدًا على ضرورة إحياء قيمة المواساة كركيزة للإنسانية: "نرى ماذا يحصل في غزة والضفة... الناس لا تعمل، يعانون. علينا أن تكون لنا مواساة لإخواننا، بل مواساة لكل البشر. نحن نعيش في قرية صغيرة، وإذا هجر الإنسان صفة المواساة، تحوّل إلى وحش بالتدريج. المواساة مطلب أساسي لإنسانية الإنسان."