آخر الأخبار

د. أساف دافيد لـبـُكرا: محاولة إقالة عودة تكشف ملامح الدولة الإثنية – من لا يوافقهم يُقصى

شارك
تصوير: الحنان ميلر

تتواصل الضغوط البرلمانية في الكنيست لعزل النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة السابق، على خلفية تدوينة نشرها عودة عبر منصة "إكس" في يناير/ كانون الثاني الماضي.، ما أثار اتهامات بالتحريض ودعم "الإرهاب"، وفتح الباب أمام إجراء نادر: محاولة رسمية لإقالة نائب منتخب من عضويته البرلمانية.

اللجنة الخاصة في الكنيست، برئاسة النائب عن الليكود أوفير كاتس، عقدت هذا الأسبوع جلسة ثانية حول طلب الإقالة، وسط أجواء مشحونة ومداخلات وُصفت بـ"التحريضية" ضد النواب العرب، وتحديدًا عودة. وخلال النقاش، صرخ كاتس باتجاهه: "أنت إرهابي كبير. لو كنت في إيران أو غزة، كانوا علقوك من رجليك!". في المقابل، دافع عودة عن حقه في التعبير السياسي، ووجّه انتقادات لاذعة للائتلاف الحكومي، محملًا إياه مسؤولية استمرار الحرب وتدهور أوضاع الفلسطينيين.

ما يجري إعلان رسمي لتحوّل إسرائيل إلى دولة إثنية لا تقبل الآخر

في تعقيب خاص لموقع "بـُكرا"، قال د. أساف دافيد، الباحث في الفكر السياسي ومؤسس "منتدى التفكير من أجل السلام": "ما نشهده الآن هو لحظة كاشفة. ليست مجرد حملة على نائب عربي، بل إعلان رسمي عن انزلاق إسرائيل نحو نظام إثني مغلق، يُقصي من لا يتماشى مع الخطاب القومي السائد. اليوم هو أيمن عودة، وغدًا سيكون أي صوت نقدي، يهوديًا كان أو عربيًا، ممنوعًا من دخول الحلبة السياسية."

وأوضح دافيد أن "الحديث عن تغريدة هو مجرد غطاء لعملية سياسية مدروسة تهدف إلى إعادة رسم حدود المشروعية في إسرائيل. الهدف هو جعل كل من يعارض الحرب، أو يتضامن مع الضحايا المدنيين، أو يطالب بالسلام – يبدو وكأنه تهديد أمني."

وأضاف: "أيمن عودة ليس مجرمًا، بل نائب منتخب يمثل جمهورًا واسعًا من المواطنين العرب. إبعاده هو إبعاد لمن يمثلهم، ولحقوقهم في الحضور والمشاركة. عندما تصبح المعارضة 'خيانة'، فإننا لم نعد في ديمقراطية، بل في نظام يحدد مسبقًا من هو 'مواطن صالح'، ويمنع الباقين من مجرد الوجود السياسي."

خطر يتجاوز الكنيست

د. دافيد حذّر من أن الخطوة ليست استثنائية أو رمزية، بل تأتي ضمن نمط متسارع من تفكيك أسس الديمقراطية الإسرائيلية: "ما يحدث هو جزء من مشروع أيديولوجي أوسع – مشروع تحويل إسرائيل من دولة لجميع مواطنيها، إلى دولة يهودية صرف، لا تتسامح مع التعددية، ولا تعترف بشرعية الصوت العربي، ولا تحتمل وجود يسار يهودي حقيقي."

وختم بالقول: "نحن في لحظة مفصلية، يجب أن نختار: هل نسمح بتحول إسرائيل إلى نسخة أخرى من أنظمة الإقصاء الشرق أوسطية، أم ندافع عن ما تبقى من قيم الديمقراطية؟ إقالة عودة، إن حدثت، ستكون نقطة تحوّل قاتمة، ليس فقط للعرب، بل لكل من يؤمن بالعدالة والحرية والمساواة."

بكرا المصدر: بكرا
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا