بقلم المحامي وسام أسمر الناطق ورئيس لجنة الأعلام – روتاري أسرائيل
عندما يلتقي الجوهر بالغاية والجمال الخارجي يطابق الجمال الداخلي
حفل تبادل العمداء في روتاري إسرائيل، الذي أقيم في فندق "جولدن كراون" في الناصرة، مساء يوم الخميس الثالث من تموز لسنة ٢٠٢٥، بعرافة الممثلة، المطربة ومقدمة البرامج المعروفة؛ صوفي تسداكا، كان رائعاً وساحراً من حيث التنوع في برامجه، النظام المثالي، أستقبال الضيوف، الألتزام بالمواعيد وغير ذلك الكثير، كما يليق بمؤسسة نقشت على رايتها قيادة أعضائها والمجتمع الذي تنتمي إليه إلى قمم العمل المبارك من أجل الآخرين. ولكن أكثر من ذلك كان هناك شيء في الجو المثالي للحفل: يهود، مسلمون، مسيحيون ودروز، متدينون وعلمانيون، نساء ورجال، ابناء وبنات جميع مواطنو دولة إسرائيل على مختلفِ اطيافهم، يجلسون معاً، جنباً إلى جنب، للاحتفال برحلة مشتركة من العطاء والعمل المشترك، مبرزين الفسيفساء الثقافية المتعددة الجوانب للمجتمع الإسرائيلي. ربما يكون قد مَثَّلَ هذا الحفل، أكثر من أي شيء آخر، معنى الوحدة في الشعب. هذا ما هو مدهش حقاً في الروتاري والذي يُحَفِّز ولو من أجله تبني أهدافه ومبادئه السامية في المجتمع الإسرائيلي بأكمله.
"عريس الفرحة"؛ البروفيسور محمد واتد، دخل الى منصبه الرفيع كعميد روتاري إسرائيل؛ أستاذ القانون اللامع حل مكان العميد الذي انتهت ولايته، المخلص والملتزم، يارون ماطر، في قاعة امتلأت حتى اخر كُرسيٍ فيها، بأعضاء ٥٨ نادي روتاري في إسرائيل، بالإضافة إلى ضيوف كثيرين وشخصيات عامة واجتماعية بارزة، للمشاركة في إحدى الأمسيات التي لا تُنسى؛ حيث عبّر البروفيسور واتد، في خطاب ألقاه من على المنصة، بعفوية كاملة مباشرة من حنجرته، دون ورقة أو منبر، عن مدى تأثره لأن الجميع في روتاري يقفون إلى جانبه ويصلون من أجل نجاح مهمته في قيادة روتاري إسرائيل إلى ما يطمح إليه حقاً: منظمة أعمال تطوعية تعمل من أجل الجميع، حيث التعاون بين أعضائها سيؤدي إلى معادلة غير منطقية لكنها حقيقية جداً؛ فجأة واحد زائد واحد يساوي عشرة، وكل ذلك في رحلة مثمرة من "الاتحاد من أجل الخير"، شعار الروتاري العالمي للسنة الروتارية 2025-2026: وكما قال: "العمل من أجل وحدة الشعب، كل الشعب، بجميع قطاعاته وطبقاته، مع احترام الآخر، ليس رغم اختلاف الآخر، بل بسبب اختلافه تحديداً، فأهل الروتاري هم أهل عمل".
من عمِلت بجهدٍ ودون كلل، ليل نهار وبدقة شديدة، على إعداد وإنتاج محتويات الحفل الرائع، كانت مرشدة المنطقة السيدة عرين أسمر، وأي محتويات كانت هذه: مزيج مُنتَصِر ومتنوع من التعددية الثقافية بما في ذلك الغناء، العزف، الرقص والأوركسترا، بالإضافة إلى بث شريط فيديو يعرض قصة العميد وما يقف وراء المنصب؛ وكذلك فيديوهات تهنئة مؤثرة من رئيس الدولة إسحاق هرتسوغ؛ وقاضية المحكمة العُليا المتقاعدة؛ السيدة داليا دورنر؛ والبروفيسور أريئيل بندور الذي رافق البروفيسور وتد منذ بدأ دراسته في كلية الحقوق بجامعة حيفا، وموكب فريق العميد ومنح شارات التقدير لفريق العميد.
من كان مسؤولاً عن إعداد القاعة الرائعة واستقبال الضيوف كانوا مديري المؤتمرات؛ السيدة ملينا كلداوي والسيد جرايسي، اللذان قاما بعمل جلل، بينما سكرتير المنطقة السيد يونا مازور ونائبته السيدة هبة قسيس يبذلون كل ما في وسعيهما في التحضير المُضني قبل الحدث لتحقيق مشاركة قصوى من الأعضاء مع التأكد مسبقاً من حضورهم الفعلي،
والنتيجة؟ أمسية مثالية بكل معنى الكلمة. كل ذلك، إلى جانب أعضاء آخرين في فريق العميد، الذين عملوا، كل بحسب دوره، على مرافقة التحضيرات على أفضل وجه، بما في ذلك أمين صندوق المنطقة المحامي حسام أرملي، خاصة في حدث بهذا الحجم.
عسى أن ينجح العميد الجديد في تحقيق أهدافه وتطلعاته لرأب الصدوع وتوثيق الوحدة في المجتمع الإسرائيلي بأكمله، مع دعم الفئات الضعيفة وتعزيز التعليم والمساهمة في المجتمع بمؤسساته الطبية والثقافية.يبدو انه ينبغي علينا جميعاً ان نتلو لأجل ذلك دُعاءً وصلاة.