في ظل محاولات إقصاء النائب أيمن عودة من الكنيست، عبّر أفنير غفرياهو، الناشط البارز في منظمة "كسر الصمت"، عن قلقه العميق من تبعات هذه الخطوة، معتبرًا إياها تجاوزًا خطيرًا يتعدى شخصية النائب ويطال جوهر المشروع السياسي الذي يمثله.
في تصريح خاص لموقع "بكرا"، قال غفرياهو: "أنا لا أكتب فقط عن أيمن، بل عن السياسة التي يمثلها، والتي أؤمن بها. اليسار في إسرائيل اليوم صغير وممزق ومربك، لكن ما يزال هناك أمر واحد يوحّدنا: الإيمان العميق بأهمية الشراكة اليهودية-العربية. ليست فقط من أجل تعزيز حقوق الأقليات – رغم أن ذلك أمر جوهري – بل لأنها الطريق لبناء مجتمع أكثر عدلاً وديمقراطية وصحة."
وأضاف: "هذه الشراكة ليست ترفًا أو شعارًا، بل هي الأساس لأي أفق حقيقي للتغيير في هذا المكان. ما دمنا نعيش في واقع يقوم على الفصل والهيمنة والريبة، سنبقى ندور في دوائر من العنف والقمع. الشراكة العربية-اليهودية تعرض لنا بديلًا: واقعًا لا يُعرّف فقط من خلال الصراع القومي."
ليس فقط ناخبيه
غفرياهو أكد أن عودة جسّد هذا البديل بشكل ملموس، موضحًا: "حتى إن لم أصوّت له دائمًا، إلا أن أيمن كان من أوضح وأشجع الأصوات التي جسّدت هذه الشراكة. هو لا يمثل فقط ناخبيه، بل يمثل نهجًا يعالج قضايا الجميع دون التنازل عن الهوية أو التهرب من مواجهة الاحتلال. إنه يثبت أنه يمكن أن تكون فلسطينيًا فخورًا، وتعمل في نفس الوقت من أجل مجتمع إسرائيلي أفضل."
وانتقد غفرياهو أداء اليسار الإسرائيلي في مواجهة هذه الموجة، قائلاً: "تحوّلنا إلى مبرّرين، توقفنا عن قول ما نؤمن به. بدل أن نقول بوضوح إننا نريد مساواة كاملة، وضد الاحتلال، ونطمح إلى تغيير حقيقي، نحاول شرح لماذا أيمن ليس متطرفًا جدًا، أو لماذا الشراكة مع العرب قد تساعد انتخابيًا."
وختم بالتحذير من تبعات إقصاء عودة: "ما يحدث ليس فقط محاولة لإخراج نائب عربي من الكنيست، بل هو جزء من عملية أوسع لتقليص الحيّز الديمقراطي وسلب الشرعية من كل صوت نقدي. إنها رسالة تقول إن سياسة الشراكة غير مرغوب بها، وإن المجال العام مخصص فقط لمن يلتزمون الصمت أمام الاحتلال."