في تصريحات خاصة أدلى بها الباحث والمحلل السياسي محمد دراوشة لموقع "بكرا"، وصف المشهد الذي يظهر فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وهو يوصي بمنح جائزة نوبل للسلام، بأنه "مشهد عبثي واستهزاء سافر بالعدالة الدولية".
وقال دراوشة: "نتنياهو، المطلوب لمحكمة العدل الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب، يظهر فجأة في مشهد سياسي يوزع فيه شهادات السلام وكأنه حكم أخلاقي. هذا لا يعكس فقط تناقضًا، بل يمس بكرامة الضحايا الذين لم تجف دماؤهم بعد".
وأضاف: "أن يُمنح نتنياهو صوتًا في تحديد من يستحق نوبل للسلام، بينما يُتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، هو بمثابة دعوة للذئب ليحكم في قضايا الأغنام".
علاقة مع ترامب
وتحدث دراوشة عن العلاقة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واصفًا إياها بـ"تحالف استراتيجي يقوم على المصالح والتلاعب بالرأي العام"، مشيرًا إلى أن ترامب أيضًا "لم يكن يومًا وسيطًا نزيهًا"، بل "شريك في ترسيخ واقع الظلم من خلال صفقة القرن ودعم غير مشروط للاحتلال".
وتابع: "ترامب يواصل حتى اليوم تبني مواقف معادية للحقوق الفلسطينية، تتضمن اقتراحات للتهجير وتسليحًا غير مسبوق للجيش الإسرائيلي، في وقت تتصاعد فيه انتهاكات الاحتلال في الضفة وغزة".
وعن مذكرة التوقيف الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، قال دراوشة: "هي خطوة نادرة وشجاعة، لكنها تكشف في الوقت نفسه حجم التناقض في النظام العالمي، حيث يُمنح المتهمون أدوارًا قيادية بدلًا من محاسبتهم".
اداة سياسية
واختتم دراوشة بالقول: "جائزة نوبل للسلام وُجدت لتكريم صانعي السلام، لكنها اليوم تُستخدم أحيانًا كأداة سياسية. حين يشارك من يُتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في تحديد من يستحقها، فإن الجائزة تتحول من وسام إلى مهزلة. يبقى السؤال مفتوحًا: هل ما زال للعدالة مكان في هذا العالم، أم أننا نعيش في مسرحية يُمنح فيها الدور لمن يتقن التمثيل السياسي؟"