حمل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إسرائيل مسؤولية إفشال التقدم الذي أحرز مؤخرا في المفاوضات بين طهران وواشنطن.
وأشار عراقجي في مقال نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على بلاده وجه "ضربة قاضية للدبلوماسية" في وقت كانت فيه المفاوضات تقترب من اختراق تاريخي.
وأوضح عراقجي أنه أحرز، خلال خمس لقاءات فقط مع المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، تقدما يفوق ما تحقق خلال أربع سنوات من المحادثات النووية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مؤكدا أن الطرفين تبادلا مقترحات وصفها بأنها "مربحة للجميع"، تتعلق بتخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات وتعزيز التعاون الاقتصادي، بما يشمل فرصا استثمارية بمليارات الدولارات.
لكن عراقجي أشار إلى أن هذا التقدم توقف فجأة بعد أن شنت إسرائيل هجوما واسعا على الأراضي الإيرانية، استهدف منشآت نووية خاضعة للرقابة، إضافة إلى منازل ومستشفيات وبنية تحتية للطاقة وسجون، وأسفر عن مقتل أكاديميين وعائلاتهم، واصفا ذلك بأنه "خيانة عميقة للمسار الدبلوماسي".
واتهم الوزير الإيراني إسرائيل بمحاولة تقويض الحوار بين واشنطن وطهران عبر افتعال الحرب، لافتا إلى أن طهران، وباعتبارها دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، لطالما التزمت ببرنامج سلمي تحت إشراف الأمم المتحدة.
وحذر عراقجي من أن إيران لن تقبل بعد اليوم استئناف الحوار دون ضمانات جدية، مضيفا أن الشعب الإيراني لن يرضخ للضغوط، وأن بلاده ستدافع عن نفسها في حال وقوع أي هجوم مستقبلي. كما أشار إلى أن "حسن نية إيران قوبل بعدوان من جيشين نوويين"، في إشارة إلى إسرائيل والولايات المتحدة.
ودعا وزير الخارجية الإيراني الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ "قرار حاسم" بشأن مستقبل العلاقات مع طهران، معتبرا أن الطريق إلى السلام يمر عبر "الحوار القائم على الاحترام المتبادل، وليس عبر التهديدات أو الإكراه".
وختم مقاله بتوجيه رسالة إلى الشعب الأمريكي، قال فيها إن سياسات واشنطن في الشرق الأوسط أصبحت رهينة لمصالح خارجية لا تخدم الأمريكيين، معتبرا أن شعار "أمريكا أولا" يتم تحريفه لصالح "إسرائيل أولا"، حسب تعبيره.