آخر الأخبار

في هذه الدولة... اليهودي ابن "سارة" والعربي ابن "هاجر"

شارك

صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قالت في مقال لها بعنوان "من أنقذ إسرائيل من إيران؟ إنه الله" وجاء في المقال:" أن خلف كل اعتراض صاروخي من منظومة القبة الحديدية، وكل مهمة نفذتها قاذفة شبحيّة، وكل عملية سريّة نُفَّذت في عمق الأراضي الإيرانية، كانت هناك يد توجّه كل هذا، إنها "يد الله"

فإذا كنتم تعترفون بقدرة الله الى هذه الدرجة فلماذا لا تحاكمون مواطنيكم العرب بالعدالة كما يريد الله لقد قالها الشيخ كمال خطيب في مقال له:" لا تحزنوا ان الله معنا" والله عز وجل مع المظلوم وليس مع الظالم.

الدولة العبرية إسرائيل هي دولة لليهود والعرب، أي من المفترض أن تكون قانونيا دولة ثنائية القومية لو كان لديها احترام للآخر. لكنها تجاوزت الآخر واعتبرت نفسها دولة اليهود من خلال قلنون القومية الذي ينص على ذلك، والذي اعترف به عضو الكنيست منصور عباس. القانون في كل أنحاء العالم حتى في أمريكا "حبيبة قلب نتنياهو" يطبق بحذافيره على كل مواطن أمريكي ولا سيما فيما يتعلق بالجريمة.

لكن في إسرائيل فإننا نقف أمام مشهد معاكس تماما. القانون في هذه الدولة التي تعتبر نفسها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، يطبق (عمليا) حسب الديانة أي حسب ديانة المتهم وضد من؟ فإذا كان المتهم عربياً ضد يهودي فالقانون يطبق عليه كلياً، وإذا كان المتهم عربياً لأسباب سياسية أو حتى لأسباب مشكوك في صحتها فالقانون جاهز للتنفيذ. أما اذا كلن المتهم من "أولاد العم أحفاد شامير" فالمسألة فيها نظر ولا بد من غض الطرف، فقط لأنه يهودي. وهناك مئات الأمثلة على ذلك.

نحن العرب في هذه الدولة امّنا هاجر "ام اسماعيل" واليهود أمهم سارة "ام اسحق" وعلى هذا الأساس يتعاملون معنا من ناحية عملية. محكمة الصلح في الناصرة، أدانت الشيخ كمال خطيب بتهمة "التحريض على الإرهاب والعنف" وتُعقد جلسة المرافعة بشأن العقوبة في 30 تموز الحالي.

تعالوا نسأل: هل طالب الشيخ كمال علنا بقتل يهودي أو ترحيله خارج البلاد حتى يقال عنه انه محرض على الإرهاب؟ لكن، من فعل هذا في حقيقة الأمر هو وزير المالية سموتريتش، الذ ي دعا الى محو قرية حوارة الفلسطينية، بمعنى دعوة لإبادة شعب لا قت تنديدات عالمية بما فيها تنديد من الولايات المتحدة لدرجة ان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ند برايس، طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية "بالتبرؤ" من تصريحات سموتريتش التي وصفها "بالمثيرة للاشمئزاز". أليست هذه الدعوة إرهابية وتحريض على القتل؟ فلماذا لم يطبق القانون على سموتريتش بتهمة التحريض على الارهاب؟

وأخيراً... لا أستغرب هذا التعامل من أحفاد سارة ام إسحاق، فالتاريخ يقول ان سارة كانت تبغض "ضرتها" هاجر ام اسماعيل كثيراً، والأحفاد يسيرون على نهج الأم والله أعلم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا