هددت بلدية حيفا بسحب رخصة التشغيل من شركة "تَشأ" (البنية التحتية للطاقة)، التي تُشغّل منشأة لتخزين الوقود في حي كريات حاييم، وذلك على خلفية عدم تنفيذ نظام مراقبة لتلوث الهواء كما تم الاتفاق عليه سابقًا.
وبحسب بيان البلدية، فقد تلقت الشركة يوم الأحد الماضي (22 يونيو) دعوة لجلسة استماع بسبب ما وصف بأنه خرق لشروط الترخيص البيئي المتعلّق بالمواد السامة. وتشغل الشركة منشأة تُعد من البنى التحتية الحيوية في إسرائيل، كونها مسؤولة عن نقل وتخزين المشتقات النفطية، وتشغّل ميناءً لتفريغ النفط الخام.
خلفية الخلاف: تأجيل خطة إزالة الخزانات
وكانت البلدية والشركة قد توصّلتا في أغسطس الماضي إلى مذكرة تفاهم بشأن إخلاء المنشأة تدريجيًا، بدءًا من إزالة الخزانات الأقرب للمناطق السكنية في يناير 2025، لكن التنفيذ تأخر بسبب "إجراءات بيروقراطية"، بحسب الشركة.
في المقابل، ادعت "تَشأ" أن نظام المراقبة لم يعد مطلوبًا نظرًا لخطة الإخلاء المعلنة، وطالبت بإلغاء جلسة الاستماع أو تأجيلها، مشيرة إلى أن رخصتها سارية قانونيًا وأن البلدية لا تملك صلاحية إلغائها. ومع ذلك، تم تأجيل الجلسة حتى 29 يونيو دون إلغائها بالكامل.
منشأة قديمة في قلب أحياء سكنية
تقع المنشأة منذ أيام الانتداب البريطاني، وتضم عشرات خزانات الوقود، بعضها على بُعد أقل من 100 متر من المنازل السكنية. وفي العام الماضي، وصفت البلدية الاتفاق مع الشركة على الإخلاء بأنه "تاريخي".
ورغم التهديد الصريح من بلدية حيفا، تشير التقديرات إلى أن إغلاق منشأة حكومية استراتيجية كهذه سيواجه صعوبات قانونية وتنظيمية، ما يجعل الخطوة أقرب إلى ورقة ضغط إعلامية وسياسية لتسريع عملية الإخلاء.