كم يسعد القلب وتُضاء الروح حين تمتدّ يدُ الأدب الأصيل لتصافحك
بكلمةٍ أو بإهداء، فكيف إذا كان المهدي هو الأديب الكبير زهير دعيم،
والهدية كتابًا يُشبه صاحبه صدقًا وبهاءً: زنابق الأيام.
في زمنٍ تتزاحم فيه الكلمات وتضيع المعاني في ضجيج اليوميات،
يأتيني هذا الكتاب كأنه قبسٌ من روحٍ تعرف كيف تُقطّر الجمال من
رماد الوقت، وتزرع في القلب لحظات من الصفاء والدهشة.
“زنابق الأيام” ليس مجرد عنوان لكتاب، بل هو دعوة للسير حفاةً في
دروب العمر، لالتقاط تلك اللحظات البيضاء التي تختبئ بين طيات الأيام
الرمادية. بين صفحاته تتفتّح زنابق من المعنى، تفوح بعبير التجربة
والصدق، وتحملنا إلى فضاءٍ نقيّ تكتب فيه الروح حنينها، ويبوح فيه
القلب بما عجز عنه الكلام.
عن كتاب زنابق الأيام:
• الكتاب هو مجموعة من النصوص الأدبية التي تمزج بين
التأملات الوجدانية، المواقف الحياتية، والحكم الهادئة التي تُقطف
من بستان الحياة اليومية.
• العنوان نفسه “زنابق الأيام” يحمل دلالة على محاولة اقتطاف
الجمال والنقاء من الأيام العابرة، كما لو أن الكاتب يبحث عن
الزنابق بين شقوق التعب والمشقات.
• أسلوب الكتاب: يكتب دعيم بلغة سلسة لكنها غنية بالصور البلاغية،
ويعتمد في كثير من نصوصه على الرمزية والرؤية الفلسفية للزمن،
الحب، الوطن، والإنسان.
• يُحتمل أن يتضمن الكتاب نصوصًا قصيرة تميل إلى شكل “الومضة
الأدبية”، أو “الخواطر المكثفة”، وهي من الأشكال التي يبدع بها زهير
دعيم.
• يحمل الكتاب طابعًا إنسانيًا وروحيًا، وفيه تأملات في العمر، والحنين،
والعلاقات الإنسانية
وقد لامسني اقتباسٌ دافئ من صفحاته يقول:
“ثمة لحظات لا تطرق الباب، لكنها تدخل، وتُقيم، وتترك في القلب
سكونًا لا يشبه إلا السلام.”
كأن الكاتب لا يسرد حكاياته فقط، بل يرسم بظلالها خريطةً لما تبقى فينا
من إنسان.
شكراً لك، صديقي ومعلمي، الأديب زهير دعيم، على هديتك التي لا
تُقدّر بثمن، وعلى كلماتك التي لا تُقرأ فقط، بل تُسكن وتُحسّ وتُعاش.
لقد أكرمتني بهذا العمل النقيّ، الذي يذكّرني بأن الأدب الصادق لا
يشيخ، بل يزداد إشراقًا كلما مرّت عليه الأيام.
دمتَ قلمًا يُضيء العتمة، وصوتًا يُشبه الندى، وروحًا تسكنها الزنابق.