مقدمة:
في ظل ما تشهده منطقتنا من تصعيد متواصل بين إسرائيل وإيران، تتقاذف النيران سماء الشرق، وتُقرع طبول حرب يبدو أن لا أحد يربح فيها سوى الخسائر.
إنها حرب لا تشبه سابقاتها، فليست معركة حدود، ولا مجرد استعراض قوى، بل صراع إرادات تتداخل فيه الجغرافيا بالعقيدة، والسياسة بالعسكرة، والمصالح الدولية بالإرث التاريخي.
وسط هذا المشهد المتوتر، يبرز سؤال استراتيجي
تتجنبه بعض التحليلات خشيةً من تبعاته أو صراحته:-
*هل تستطيع إسرائيل أن تنتصر حقًا، لو وجدت نفسها فجأة وحيدة دون الدعم الأميركي الذي شكّل عصب تفوقها لعقود؟
*في المقابل، هل ستبقى إيران تراهن على أدواتها العسكرية، أم أن الأوان قد آن لتجني نتائج حضورها الإقليمي بوسائل لا تستنزف شعوبها وشعوب المنطقة..؟
وبين هذين القطبين، تبقى الشعوب – التي لا تصنع القرار – هي أول من يدفع الثمن، وآخر
من تُحسب كلفته..
أولًا: إسرائيل وقوة السلاح – من الذات إلى الدعم..
صحيح أن إسرائيل تمتلك ترسانة عسكرية متقدمة تشمل تفوقًا جويًا، ومنظومات دفاع صاروخي، وقدرات سيبرانية واستخباراتية هي بين الأعلى عالميًا، إلا أن هذه القوة لا تقوم وحدها دون العمود الفقري المتمثل في الدعم الأميركي المباشر..
الولايات المتحدة لا تزوّد إسرائيل فقط بالسلاح والمال، بل تمنحها:-
غطاءً سياسيًا كاملًا في المؤسسات الدولية.
دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا حاسمًا في أوقات الأزمات.احتياطًا استراتيجيًا من الذخائر والأسلحة الدقيقة..
دعمًا ضمنيًا لردع نووي لا يتم التصريح عنه.
بغياب هذا الدعم، تواجه إسرائيل عزلة سياسية وأمنية ستُضعف قدرتها على شن أو إدارة حروب
طويلة أو متعددة الجبهات..
ثانيًا:إيران ومحور المقاومة خصم لا يُستهان به
من جهتها، لا تخوض إيران حربًا تقليدية، بل تدير صراعًا متعدد الأذرع عبر حلفائها في لبنان، اليمن، العراق، وسوريا، ما يمنحها مرونة في الضغط وتوسيع رقعة المواجهة.
فهي لا تراهن على ضربة قاضية، بل على نزيفٍ طويل لإرادة خصومها.
وفي الوقت نفسه، توظف إيران كل جولة صراع لتعزيز خطابها السياسي والداخلي، وربما لإعادة توجيه الغضب الشعبي نحو الخارج، بدلًا من الداخل.
ثالثًا: الشعوب تدفع الثمن.. فأين العقلاء؟..
في خضم هذا الصراع، تُركت الشعوب وحدها بين فكي الحرب والدعاية.
لقد دفعت – وستدفع – أثمانًا باهظة من أرواح أبنائها، واستقرارها، واقتصادها، وفرصها في حياة كريمة.إن صوت العقلاء بات ضرورة ملحة، لا ترفًا فكريًا.
المطلوب اليوم:-
خاتمة:-
إسرائيل دون واشنطن تظل قوة، لكنها محاصرة سياسيًا وأمنيًا..
وإيران دون مغامراتها العسكرية تملك إمكانيات عظيمة يمكن استثمارها في التنمية لا الصراع.
أما الشعوب، فهي الوحيدة التي تخسر في الحالتين..
فهل آن الأوان لصوت العقل أن يعلو على ضجيج الصواريخ..؟وهل من حكيم يرى أن الانتصار الحقيقي لا يكون في الحرب، بل في إنقاذ ما تبقى من الإنسان؟
رأيي باختصار: هل من حرب إقليمية؟
نعم، الاحتمال واقعي وقائم، خصوصًا إذا استمر التصعيد بين إسرائيل ومحور إيران
(لبنان، اليمن، العراق، غزة).
أي شرارة خاطئة، أو عملية غير محسوبة، قد تُخرج الصراع عن نطاق السيطرة، وتُجر دولًا أخرى إلى المواجهة.
هل من حرب عالمية ثالثة؟
الاحتمال موجود لكن ضعيف في المدى القريب، لأنه غير مرغوب فيه من القوى الكبرى
(أميركا، روسيا، الصين).
لكنّ التوترات المتشابكة في أوكرانيا، تايوان، والشرق الأوسط تُهيّئ الأرض لتصادمات كبرى
إذا تلاشت أدوات الردع والعقلنة.
الخلاصة:-
نحن اليوم في حالة "حرب باردة ساخنة"، وقد تنزلق لحرب إقليمية واسعة، أما العالمية فهي احتمال بعيد… لكنه لم يعد مستحيلًا.!
اللهم اني قد حللت وبلغت وأن كنت
على خطأ فصححوني...؟!!