في مثل هذا اليوم، الثامن عشر من حزيران، تعود الذكرى الأليمة التي حفرت في القلوب جرحًا لا يندمل. قبل ثلاث سنوات، ودّعت أمٌ ابنها عز الدين، الذي خرج في رحلة مدرسية ولم يعد. رحلةٌ كان يُفترض أن تكون يومًا من الفرح والمغامرة، لكنها انتهت بمأساة الغرق، وفقدان طفلٍ كان "نور العيون وقطعة من الروح".
في كلماتٍ تخترق الصمت وتلامس الألم، استذكرت والدة عز الدين نجلها الراحل، واصفةً يوم رحيله بأنه "كان باردًا رغم حرّ الصيف"، مؤكدة أن تاريخه محفور في روحها إلى الأبد.
"ودعته في الصباح على أمل أشوفه في المساء... ما كنت أعرف إنها النظرة الأخيرة، والضحكة الأخيرة، والنداء الأخير."
ثلاث سنوات مرّت، والحزن كما هو، بل تجدد هذه الأيام بخبر رحيل معلمة عز الدين، منار ذياب خطيب، التي كانت برفقته في رحلته الأخيرة، وحملت منذ ذلك اليوم ألم الفقد وصورة الغياب الأبدي.
"كأني فقدت عز الدين من جديد"، قالت الأم بصوت يملؤه الشجن، بعد أن ودّعت البلدة معلمةً حملت الحزن بصمت طوال ثلاث سنوات، وها هي ترحل اليوم، تاركةً ألمًا جديدًا في القلوب.
ووسط هذا الوجع، تتمسك والدة عز الدين بإيمانها، وتستودع ولدها ومعلمته دعاءً مليئًا بالرجاء:
"اللهم ارحم عز الدين ومنار، واجعل قبريهما روضة من رياض الجنة، واجمعهما في الفردوس الأعلى."
هي ذكرى الفقد، لكنها أيضًا تذكرةٌ بالمحبة التي لا تموت، وبالأرواح التي تظل حيّة في قلوب من أحبوها... ذكرى تُعانق السماء بالدعاء، وتطلب الصبر من الله على فراقٍ لا يُحتمل.