تعلمنا ونحن صغار السن قصة الراعي والغنم والكلاب، وهي قصة قديمة معروفة تحكي عن راعي كان يملك قطيعًا من الغنم وكان معه كلاب يحمون القطيع إذا ما تعرضوا لمخاطر. وهذه القصة لو حاولنا التدقيق في معناها، فهي تنطبق بأسلوبها وأهدافها على سلوكيات الرئيس الأمريكي ترامب في الشرق الأوسط. لكن ترامب ليس (الراعي) الأول الذي اتبع أسلوب قصة الراعي والغنم والكلاب. فثد كان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان أول من بدأ بمثل هذا الأسلوب من خلال تصريح عنجهي له عن أمريكا الجنوبية بقوله:" ان أمريكا الجنوبية هي الحديقة الخلفية لبيتي."
يمكن فهم تصريح رونالد ريغان انعكاساً لسياسة الولايات المتحدة في تلك الفترة، هذه السياسة، كانت تهدف إلى تثبيت سيطرة الولايات المتحدة على المنطقة وإقامة نظام سياسي واقتصادي يخدم مصالحها. هذا النظام يهدف أيضاً إلى جعل الولايات المتحدة القوة المهيمنة في أمريكا الجنوبية، وتهديد دول المنطقة التي لا تتوافق مع مصالح الولايات المتحدة من خلال توفير الدعم العسكري والمالي للدول التي تدعم مصالحها، مثل الدكتاتوريين الذين كانوا يحكمون المنطقة.
التاريخ يعيد نفسه. فإذا كانت أمريكا الجنوبية حديقة لريغان وهو (الراعي) لها، فإن منطقة الشرق الأوسط هي (قطيع غنم) وليست حديقة بالنسبة لـ (الراعي) ترامب. وليس غريباً إطلاق صفة "راعي" على الرئيس الأمريكي. فالفيلم الأمريكي (الكاوبوي COWEBOY) يعني "راعي البقر" انتشر واشتهر في العالم ليس لأنه يحاكي قضايا اجتماعية إنسانية، بل لأنه اعتمد على القوة والابتزاز والسطو.
نحن أمام مثلث متوازي الأضلاع: (غنم) وهي كلمة تجسد مصالح أمريكا في المنطقة، و(الراعي) الذي يتجسد في ترامب والضلع الثالث هو الكلاب. (قطيع الغنم) بحاجة لحماية الكلاب، ولا يمكن وجود قطيع غنم وراعي بدون كلاب، وما أكثرهم في المنطقة. لا داعي لذكر الكلاب بأسمائهم فهم أشهر من نار على علم قبل وبعد طوفان الأقصى. اسمعوا الحكاية:
وثيقة أمريكية تضمنت محضر اجتماع ما بين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، والرئيس البرازيلي “ارنستو جيزل” عقد في البرازيل بتاريخ ٢٩ / ٣ / ١٩٧٨، ونشره الأرشيف الوطني الأمريكي تحت رقم: (ار. جي ٥٩، ملف بي: ٨٥٠١٠٤ – ٢٢٤٨)، جاء فيه:" إن القادة العرب يعترفون سرا أن رؤية فلسطين كدولة مستقلة ستكون نقطة محورية للتخريب ومصدر مستمر للاستفزاز.” وقال كارتر في المحضر” إن العديد من القادة العرب في المنطقة اتخذوا موقفا مختلفا سرا عما اتخذوه علنا إنهم يريدون السلام مع إسرائيل. “
وهنالك "حريص" على مصلحة إسرائيل وأمريكا اسمه "الجامعة العربية" اسمعوا ما قاله أمينها العام أحمد أبو الغيط في مقابلة مع صحيفة "إل باييس" الإسبانية: "أن قطع العلاقات مع إسرائيل في الوقت الراهن ليس خيارا حكيما" لكن هذا العبقري أبو الغيط لم يشرح لنا أين تكمن الحكمة في بقاء هذه العلاقة ولمصلحة من.
وأخيراً...
أحمد أبو الغيط هو بالفعل اسم على مسمى: غيط تعني في القاموس عربي-عربي مكان البراز