لا نريد مستقبلًا داميًا – معوز ينون في حديث لـبُكرا

في حديثه مع "بُكرا"، شدد معوز ينون، أحد أبرز النشطاء من أجل السلام والشراكة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أهمية التحرك المشترك بين الطرفين. وقال:

"أردنا أن نقول بصوت مشترك إننا لا نقبل أن يكون مستقبلنا مليئًا بالدماء والمعاناة. يجب الاعتراف بالمآسي التي تقع في غزة، وأيضًا بضرورة إعادة الأسرى. أنا فقدت والديّ، وأعرف الألم، ولذلك أرى أن الطريق الوحيدة للخروج من هذا الجرح هي في الشراكة المدنية. السياسيون لا يجيدون سوى الحرب والانتقام. لذا، على المجتمع المدني أن يتحرك ويصنع واقعًا جديدًا أفضل لنا جميعًا".

مؤتمر سلام جديد ومسيرة مشتركة

ينون كشف خلال المقابلة عن استعدادات لإطلاق مؤتمر السلام الشعبي الثاني في مايو 2026، بعد نجاح المؤتمر الأول الذي حضره نحو 8000 مشارك فلسطيني وإسرائيلي في القدس. كما يعمل حاليًا على تنظيم "مسيرة السلام" في 21 سبتمبر، بالتزامن مع اليوم العالمي للسلام، حيث سيلتقي الطرفان في القدس وهم يحملون أغصان الزيتون، مطالبين بإسقاط جدران الاحتلال والقمع والانتقام، وبناء جسور على أساس المساواة والشراكة والعدالة.

"الرأي العام يمكن أن يتغير"

وحول استطلاعات الرأي التي تُظهر تشددًا في المواقف، أوضح ينون:"الرأي العام مسألة مرنة، وقد تغيّرت مواقف الشعوب من قبل. ما نراه اليوم هو نتيجة أكثر من 600 يوم من التحريض والكراهية والانقسام الذي تزرعه الحكومة الإسرائيلية. لكن علينا أن نتذكر ما حدث قبل زيارة السادات لإسرائيل عام 1977 – الرأي العام كان متشددًا، ثم انقلب خلال ليلة واحدة. السلام ممكن".

ينون يشير إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عززت قوى التطرف داخل المجتمع الفلسطيني بشكل ممنهج، واستشهد بتصريحات لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي وصف حماس بأنها "أصل استراتيجي". في المقابل، يدعو معوز إلى بناء الشراكات مع كل من يسعى للسلام: "أعمل مع مجموعات من الطيارين، ومن الحريديم الذين لا يريدون أن يُجندوا بالقوة. لدينا مصالح مشتركة، ويجب أن نتعلّم كيف نعمل معًا".

خطة من خمسة خطوات نحو تحقيق السلام

بصفته رائد أعمال، صاغ معوز رؤية عملية لتحقيق حلم السلام، تتكون من خمس خطوات:

الحلم – لا بد من الحلم أولًا.

القيم المشتركة – تحديد الأسس التي تجمعنا: المساواة، الاعتراف، المصالحة، الشفاء، الأمن لكل من يعيش بين النهر والبحر.

الشراكة – لا يمكن تحقيق الحلم وحدنا، لا بد من بناء ائتلافات.

خطة العمل – تحويل الحلم إلى برنامج عملي.

البدء بالتنفيذ – تطبيق البرنامج على الأرض.

"لدينا اليوم ائتلاف من منظمات مدنية فلسطينية وإسرائيلية، ولدينا دعم دولي. نحن نلتقي بالسفراء وصانعي القرار في الدول الكبرى، ونتعاون معهم لفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين مثل سموتريتش وبن غفير. هذه ليست صدفة، بل ثمرة جهدنا".

"السلام ممكن قبل 2030"

معوز ينون يؤمن أن السلام ممكن قبل عام 2030، ويستشهد باتفاق السلام بين مصر وإسرائيل الذي لم يتوقعه أحد بعد حرب أكتوبر. ويضيف:

"نحن لا نعلم من سيوقع اتفاق السلام – قد يكون من أيديهم ملطخة بالدماء، كما حدث مع مناحيم بيغن والسادات. لكننا نعلم أن هذا السلام سيحدث، ونحن نعمل على خلق الظروف التي تجبرهم على توقيعه".