رغم بدء عمليات جمع النفايات بشكل جزئي في مدينة الناصرة، يستعد النشطاء لتنظيم مظاهرة شعبية يوم غد الجمعة، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الحلول المؤقتة"، مؤكدين أن الأزمة البيئية والصحية ما زالت على حالها.
المظاهرة ستُقام يوم الجمعة الساعة السادسة مساءً في ساحة شهاب الدين وسط المدينة، بدعوة من مجموعة نشطاء ونشيطات، جمعيات محلية، نقابات، أصحاب مصالح، أطر مهنية وسياسية، حملوا رسالة واحدة: "الناصرة تستحق حلاً جذريًا وليس مسكنات".
في بيان وصل إلى وسائل الإعلام، شدد المنظمون على أن "ناصرتنا تعاني من كارثة بيئية وصحية متفاقمة، تستدعي تحركًا جماعيًا وفوريًا لمنع المزيد من التدهور"، ورفضوا حالة "الانتظار والصمت"، داعين كل أهالي المدينة للمشاركة الفاعلة.
الاحتجاج الشعبي يأتي بعد أسابيع من تراكم النفايات، حرائق في عدة مناطق، وانتقادات من سائحين وثّقوا المشهد أمام كنيسة البشارة، ما كشف حجم الأزمة للعالم.
رغم إعلان البلدية عن اتفاق جديد مع "عنقود الجليل" لاستئناف جمع النفايات، يؤكد النشطاء أن الحراك لن يتوقف حتى تضمن الجهات المسؤولة، الحكومية والمحلية، حلًا شاملاً يضمن صحة وكرامة سكان الناصرة.
وزارة الداخلية تحمّل البلدية المسؤولية
في تعقيب رسمي، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية، كوبي التار، لموقع "بكرا" إن جمع النفايات هو مسؤولية بلدية الناصرة، وإن الوزارة لاحظت "إخفاقات كبيرة" في إدارة الملف، ما دفعها لتشكيل لجنة تحقيق خاصة. وأضاف أن الوزارة تدرس حاليًا إصدار قرار بشأن توصيات اللجنة، مشيرًا إلى أن دعم الوزارة في الفترة الماضية تم بشكل استثنائي ومؤقت من خلال "عنقود الجليل".
بلوط: دعم مؤقت بقيمة 700 ألف شيكل
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، قال رونين بلوط، رئيس بلدية نوف هجليل ورئيس "عنقود الجليل"، في تصريح لموقع "بكرا"، إنه قرر تحويل مبلغ 700 ألف شيكل لدعم مقاولين لجمع النفايات في الناصرة، مؤكدًا أن هذا التدخل هو الثاني من نوعه خلال أشهر.
وأضاف بلوط أن هذا الدعم مؤقت وسينتهي عند نفاد الميزانية، مشيرًا إلى أن مسؤولية حل الأزمة بشكل دائم تقع على بلدية الناصرة، وليس على العنقود.
تحذيرات من التلوث: أدخنة سامة في الهواء
في تطور مقلق، أصدرت وزارتا الصحة وحماية البيئة تحذيرًا لسكان الناصرة، نوف هجليل، وإكسال، بالبقاء داخل المنازل وإغلاق النوافذ، بعد اندلاع حرائق متكررة في النفايات، تسببت في انبعاث دخان كثيف يحتوي على جسيمات خطرة ومركبات عضوية ملوثة قد تؤثر على الجهاز التنفسي.
مدراء أقسام البيئة في السلطات المحلية العربية يطلقون نداءً عاجلاً للحكومة*
وفي أعقاب تراكم كميات هائلة من النفايات في شوارع الناصرة وبين البيوت، والحرائق غير المسيطر عليها، وعجز البلدية والجهات الحكومية – يحذّر مدراء أقسام البيئة في السلطات العربية من خطر مباشر على الصحة العامة والبيئة، ويدعون إلى تدخل عاجل من قبل الوزارات المعنية.
في رسالة وجّهت إلى وزارة حماية البيئة، وزارة الصحة، ومكتب رئيس الحكومة – مع نسخة إلى لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية – شدد المدراء على أن الأزمة الحالية تنذر بتوسعها إلى بلدات عربية أخرى، نتيجة إهمال متواصل في إدارة النفايات.
وقالوا: "الوضع في الناصرة إنذار خطير. نرى أزمة بنيوية – غياب رقابة على المقاولين، عدم وجود تسعيرة رسمية ومراقبة من الدولة، ونقص حاد في الحلول النهائية للتعامل مع النفايات."
يطالب المدراء بتدخل فوري من الدولة لوقف التدهور وحماية صحة الجمهور، وخاصة الأطفال والفئات الهشة. وأكدوا أن "للمواطنين العرب الحق في خدمات صحية وبيئية متساوية، وإهمال هذا المجال هو انتهاك خطير لحقوق الإنسان الأساسية."
وتشمل الرسالة دعوة إلى اتخاذ ثلاث خطوات عاجلة:
• عقد جلسة طارئة بمشاركة جميع الجهات المختصة لمعالجة الوضع في الناصرة.
• إعداد خطة طوارئ لإدارة النفايات في البلدات العربية.
• بلورة سياسة شاملة قائمة على الشراكة والمساواة مع السلطات المحلية العربية.