قدّمت النيابة العامّة لائحة اتّهام للمحكمة المركزيّة في لواء المركز بحق شاب (34 عامًا) من باقة الغربيّة، بعد أن قام بابتزاز موظّفي شركة "شوفرسال"، ومقاولي الإرساليّات وسائقين تحت التّهديد، وإلقاء قنبلة يدويّة على منزل أحدهم.
مصدر الصورة
صورة توضيحية - shutterstock - ChameleonsEye
تُشغِّل شركة "شوفرسال" شبكة متاجر سوپر ماركت في جميع أرجاء البلاد، وتُقدّم لزبائنها خدمات إرساليّات وتوزيع من خلال عقود مع مقاولين رئيسيّين، الذين يقومون بالتّعاقد بدورهم مع مقاولين فرعيّين يكونون مسؤولين عن التوزيع الفعلي.
وتشير لائحة الاتّهام التي قدّمتها الدائرة الاقتصادية في مكتب النيابة العامّة، إلى " أنّه خلال عامَي 2023 و2024، أبرمت شركة لإدارة الأعمال والخدمات اللوجستيّة م.ض، عقودًا مع المقاولين الرئيسيين، وعملت كمقاول فرعي لتوزيع الإرساليّات نيابةً عن شركة "شوفرسال" على فروع مختلفة في جميع أرجاء البلاد. وخلال شهر تمّوز/يوليو من عام 2023، نشأ نزاع تجاريّ بين المتهم والمقاول الرئيسي الذي كان يعمل معه، على خلفيّة مطالبات متبادلة بديون ماليّة، وما إلى ذلك. وعلى ضوء ما سبق، وصل المتهم إلى مكاتب المقاول الرئيسي وابتز موظّفي مكتبه بالتّهديد، مُطالبًا إياهم بدفع مبالغ ماليّة. هذا ولم يغادر المتهم المكتب إلّا بعد أن طُلب من الموظّفين إبلاغ شرطة إسرائيل بما يحدث" .
وأضافت لائحة الاتهام : " إضافةً إلى ما جاء أعلاه، وعلى ضوء النزاع التجاري، وصل المتهم برفقة عدد من الأشخاص يرتدون ملابسَ سوداء، إلى فرع شركة "شوفرسال" في الخضيرة، حيث كان يعمل فيه مسؤولا عن توزيع الإرساليّات. وفور وصوله، أغلق المتهم مدخل المخزن، وتسبّب في إيقاف توزيع الشحنات لساعات عدّة، مُهدّدًا موظّفي الشركة وموظفي المقاول الرئيسي. كما قام بالتّهديد بعدم إخراج أيّة إرساليّة من الفرع لحين سداد الدين. وبناءً على ما ذُكر، اضطرّ ممثّلو شركة "شوفرسال"إلى التوجّه إلى مقاول آخر لتولّي استمرار توزيع الشحنات (الإرساليّات) في هذا الفرع. ورغم ذلك لم يُستأنف توزيع الشحنات من قبل المقاول الآخر إلّا بعد أن تعهّد الأخير للمتهم بسداد الدين " .
وجاء ايضا في لائحة الاتهام: " بعد وقوع هذه الحادثة بفترة وجيزة، تمّ الاستغناء عن خدمات المتهم لدى المقاول الجديد لسبب عيوب وعدم انتظام في عمله ورفض المقاول الجديد دفع مبلغ إضافي كان قد طالب به المتهم . وفي خضمّ الخلاف بينهما، لجأ المتهم إلى التهديد بابتزاز المقاولين الفرعيين الآخرين الذين كانوا يعملون لدى المقاول الجديد، ومنعهم عن تنفيذ أعمالهم. وقد قام المتهم بالاتّصال بمقاولي المقاول الجديد، مُعرّفًا نفسه كوكيلٍ لعائلة، وطالبهم بدفع ثمن كل شحنةٍ يقومون بنقلها (توزيعها). ونتيجة لذلك، اتصل المقاولون الفرعيون بشركة "شوفرسال" للإخبار عن التهديد، فقامت الأخيرة بتعزيز الإجراءات الأمنيّة في الفروع ذات الصلة. وبعد مضيّ نحو أسبوع على مكالمات التهديد، وصل المتهم في وقت متأخر من الليل وتورّط في إلقاء قنبلة يدويّة على ساحة بيت أحد المقاولين. ونتيجةً لذلك، ألحق أضرارًا بمنزل المقاول، وأثار الرعب بسكان المنزل، ما اضطرّ المقاول وأفراد عائلته إلى قضاء الليل خارج منزلهم وعلى مدار عدّة أيام. وقبيل الحادثة، أرسل المتهم رسائل تهديد إلى موظفي المقاول الرئيسي ومقاوليه، ذكر فيها اسم المقاول الذي أُلقيت القنبلة في منزله" .
وتابعت لائحة الاتهام في التفاصيل: " وعلى ضوء ما جاء، رفض بعض المقاولين الثانويّين العودة إلى العمل. ولهدف إعادتهم إلى العمل، عملت شركة "شوفرسال" بالتّعاون مع المقاول على إعادتهم إلى العمل، وتمّ ذلك فعلًا بعد ساعات عدّة، حيث عاد العديد منهم إلى العمل بشكل طبيعي" .
وجاء في طلب الاعتقال، الذي تقدّمت به النيابة العامّة: "تُظهر لائحة الاتّهام أنّ هذه ليست حادثة عابرة، بل هي سلسلة من الأحداث التي وقعت على مدار أكثر من عام. وما ورد في التهمة الثانية في لائحة الاتهام يُظهر خطورة أعمال المتهم. ففي الواقع، اتّبع المتهم نمطًا من السلوك، حيث كان كلّما لم يحصل على ما يريده في مجال الإرساليّات ولم تتمّ تلبية مطالبه بدفع المال، يلجأ إلى التّهديد والوعيد، ممّا بثّ الرعب والخوف في نفوس ضحايا الجريمة". هذا وتمّ توجيه اتّهامات إلى المتّهم تمركزت بتهديدات متكرّرة، التهديد باستخدام القوة، حيازة السلاح وإطلاق وإلقاء قنبلة والإضرار بالممتلكات عمدًا. يُذكر أنّ وحدة مكافحة الجرائم الاقتصاديّة (لاهڤ 433) تتولّى التحقيق بالقضيّة" .