في أول أيام عيد الأضحى المبارك، شرعت آليات إسرائيلية، بحماية من الجيش، بشق شارع استيطاني جديد غرب قرية فرخة جنوب غرب سلفيت، في خطوة اعتبرها أهالي القرية تصعيدًا خطيرًا نحو السيطرة الكاملة على نبع المياه الرئيسي "الينبوع" الذي يشكل شريانًا حيويًا للقرية.
وأكد رئيس مجلس قروي فرخة، مصطفى حماد، في تصريح خاص لموقع "بكرا"، أن الشارع الجديد يربط نبع الينبوع بشارع استيطاني سابق تم شقه بتاريخ 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي يمتد من مستوطنة "أريئيل" إلى البؤرة الاستيطانية الجديدة المعروفة بـ"مزرعة شوفال"، والتي أُقيمت بتاريخ 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 على أراضٍ تعود ملكيتها لأهالي القرية.
مخطط كامل
وأوضح حماد أن شق الشارع الجديد ليس إجراءً منعزلاً، بل يأتي ضمن مخطط استيطاني متكامل بدأ قبل عام، ويهدف إلى تطويق القرية وحرمانها من مواردها الطبيعية، وعلى رأسها نبع الينبوع الذي يغذي نحو 35% من احتياجات السكان لمياه الشرب والري.
وأشار حماد إلى أن أهالي فرخة تعرضوا منذ بداية العام لاعتداءات ممنهجة من قبل المستوطنين، شملت منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، والاعتداء على مضخة نبع الينبوع وتكسيرها عدة مرات، ما أدى إلى تعطل الضخ وحرمان عشرات العائلات من مصدر المياه.
وحذّر حماد من التداعيات الخطيرة لهذه الخطوات، لا سيما وأن الشارع الاستيطاني يمر بمحاذاة التجمعات السكانية والبدوية، ويعرّضها لخطر دائم من هجمات المستوطنين المسلحين، فضلًا عن تهديد مباشر للزراعة التي تُعد مصدر الرزق الأساسي لمعظم أهالي القرية.
واختتم حماد تصريحه بدعوة المؤسسات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، إلى التدخل العاجل لوقف التوسع الاستيطاني في جبل الباطن ومحيط نبع الينبوع، والعمل على حماية مصادر المياه الفلسطينية من المصادرة، والحفاظ على الحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة لسكان فرخة.