في أعقاب نشر تقرير التدخين السنوي الصادر عن وزارة الصحة لعام 2024، تحذّر د. شاني شيلا، المدير العامة للجمعية الإسرائيلية لسرطان الرّئة، من العواقب الخطيرة لآفة التدخين في إسرائيل – لا سيّما في ظل الفجوات الكبيرة بين فئات المجتمع المختلفة.
"حقيقة كون نسبة التعرّض للتدخين في المجتمع العربي أعلى بمرّتين من تلك في المجتمع اليهودي ليست مجرّد معطى علمي – بل هي جرس إنذار حقيقي"، تقول د. شيلا وتضيف: "نحن أمام حالة طوارئ صحّية، اجتماعية واقتصادية – ولا يمكننا أن نواصل تجاهلها".
وتقول إن العلاقة المباشرة والواضحة بين التدخين وتطوّر سرطان الرّئة تستوجب خطة عمل شاملة، تراعي الفروقات الثقافية، اللغوية والمجتمعية بين الفئات المختلفة. فسرطان الرئة هو السبب الأول للوفاة الناتجة عن الأمراض السرطانية في إسرائيل، والتدخين هو السبب الرئيسي لتطوّره. لا يمكن محاربة المرض دون اجتثاث جذوره.
وتؤكّد د. شيلا على ضرورة تعزيز حملات التوعية ابتداءً من سنّ مبكرة، وتوفير خدمات الإقلاع عن التدخين بشكل ملائم ومتاح للفئات المستضعفة، إلى جانب تشديد الرقابة – خاصة فيما يتعلّق بالاستخدام المتزايد للسجائر الإلكترونية والسجائر أحادية الاستخدام.
وتضيف: "مكافحة التدخين ليست مسؤولية وزارة الصحة وحدها – بل هي اختبار أخلاقي لكلّ جهاز حكومي في دولة تضع صحة مواطنيها في رأس سلّم أولوياتها".
هذا، وتشير المعطيات الواردة في التقرير إلى صورة مقلقة: سرطان الرئة هو السبب الأول للوفاة الناتجة عن السرطان بين الرجال في إسرائيل والعالم، والثاني من حيث الشيوع بين النساء – بعد سرطان الثدي.
نحو 80% من المصابين بسرطان الرئة هم من المدخّنين أو ممّن دخّنوا في الماضي. ويُسجّل في إسرائيل كل عام نحو 3,000 حالة جديدة، بينما يتوفّى أكثر من 2,000 شخص سنويًا نتيجة المرض. للمقارنة – عدد الوفيّات الناتجة عن سرطان الرئة يزيد بخمسة أضعاف عن عدد القتلى في حوادث الطُّرق، رغم الوعي والتغطية الإعلامية الواسعة التي تحظى بها حوادث الطرق.
في ضوء هذه المعطيات، تدعو د. شيلا جميع المدخّنين والمدخّنين السابقين إلى إجراء فحص CT للكشف المبكر عن سرطان الرئة – فحص بسيط، قصير ومنخفض الإشعاع، لا يستغرق أكثر من عشر ثوانٍ – لكنه قادر على إنقاذ حياة.
فحص واحد قد يصنع الفرق بين اكتشاف مبكر وآخر متأخّر للغاية. إنه أداة تنقذ الأرواح، ونحن نعمل على توسيع إتاحته – لا سيما للفئات المعرّضة للخطر.