أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن اعتقال مشجعين من سكان مستوطنة بيتار عيليت، أحدهما قاصر، بشبهة التورط في الاعتداء العنيف الذي استهدف سائقي حافلات عرب في القدس، عقب مباراة نهائي كأس الدولة التي جرت الخميس الماضي في ملعب تيدي، بين فريقي بيتار القدس وهبوعيل بئر السبع.
وجاء الاعتقال بعد تعاون بين وحدات الشرطة في منطقتي القدس والضفة الغربية (شاي)، اعتمادًا على معلومات استخبارية دقيقة. وتم تنفيذ الاعتقال من قبل شرطة محطة عصيون، ونُقل المشتبه بهما إلى مركز "مورياه" للتحقيق. إلا أن التطور اللافت تمثل في الإفراج عنهما بعد أقل من ثلاثين دقيقة، دون عرضهما على المحكمة، وهو ما أثار استياءً واسعًا في أوساط المراقبين والجهات الحقوقية.
وقد وثّقت مقاطع مصورة نُشرت عبر مواقع التواصل لحظات الاعتداء، حيث ظهر المشجعون وهم ينهالون بالضرب الوحشي على السائقين أحمد القراعين ومحمد سياج، من سكان القدس الشرقية، وسط استخدام للكمات وشتائم عنصرية. كما أظهرت بعض المقاطع محاولات من السائقين للدفاع عن أنفسهم داخل الحافلات أو عبر صدّ المعتدين بأدوات بسيطة.
تفاصيل الحادث
وفي تعليقه على الحادث، قال السائق محمد سياج لموقع Ynet: "رأيت أحمد يتعرض لهجوم من العشرات، فتدخلت وسرعان ما تعرضت للضرب أنا أيضًا. المعتدون شتمونا بألفاظ عنصرية واضحة وضربونا فقط لأننا عرب. نُقلنا إلى المستشفى، فيما الشرطة لم تصل إلا بعد وقت طويل. ما حدث خطير للغاية، ويجب محاسبة كل من شارك فيه".
ورغم أن الشرطة أصدرت بيانًا أكدت فيه أنها "تأخذ بجدية أي اعتداء، لا سيما ضد سائقي المواصلات العامة أو في سياقات رياضية"، إلا أن سرعة الإفراج عن المعتقلَين تطرح علامات استفهام حول جدية التعامل مع العنف العنصري، وتثير مخاوف من الإفلات من العقاب.
وتواصل جهات حقوقية متابعة القضية، وسط مطالب بمحاسبة شاملة لكل المتورطين، ووضع حدّ لظاهرة الاعتداءات العنصرية على خلفية قومية التي تستهدف السائقين العرب بشكل متكرر.