آخر الأخبار

فعلاً ضربة معلم... واحد- صفر لأيمن عودة

شارك

أنا لست شيوعياً ولست جبهوياً، لكي لا (يتهمني) أحد بالانحياز بسبب تحليلي لاقتراح النائب أيمن عودة في الكنيست، والذي أثار زوبعة أفقدت عقول من كان في الكنيست من مؤيد للحكومة ومعارض لها. ومن الطبيعي في حالة أيمن عودة أن يتفقوا جميعاً لأن الأمر يتعلق بالنكبة التي هم سببها ويتنكرون لها.

أيمن عودة أقدم على "ضربة معلم" خصوصاً في هذه الأيام التي نعيش فيها الذكرى السابعة والسبعين لنكبة 48 وهي الذكرى نفسها التي يعتبرونها هم "يوم الاستقلال". يعني يوم استقلالهم هو يوم نكبتنا. أيمن عودة قدّم خلال جلسة للكنيست "اقتراح قانون تجريم إنكار النكبة يهدف إلى الاعتراف الرسمي بالنكبة الفلسطينية كمأساة تاريخية وقعت عام 1948، وتجريم محاولات إنكارها أو التقليل من شأنها في الحيّز العام". فما الذي حصل؟

رئيس الجلسة أمر بإنزال عودة بالقوّة من المنصة، ثم صعد الوزير مائير بوروش للرد على النائب عودة، مدافعًا عن الرواية الرسمية مشككًا في أحداث النكبة ناعتًا إياها "نكبة-خرطة"، على غرار حملة مؤسسة "إم ترتسو" العنصرية، وهي منظمة إسرائيلية عنصرية الطابع والأهداف تأسست عام 2007 تحت اسم معناه «إذا رغبتم ستبقى الصهيونية أو تنتهي». وتعمل المنظمة ضد أي سياسي أو أكاديمي أو أديب أو فنان أو إعلامي يهودي إسرائيلي يطالب بإسرائيل دولة لجميع مواطنيها اليهود والعرب.

خطوة سياسية جميلة من أيمن عودة في ذكرى النكبة، وكانت ستكون أجمل لو طرحها عودة في البرلمان الأوروبي، ليكون لها صدىً أوسع من الكنيست حصوصا في هذه الأيام التي يوجه فيها الرأي العام العالمي انتقادات شديدة اللهجة لإسرائيل لمواصلتها الحرب البشعة على غزة وعدم امتثالها لصوت العالم بوقف الحرب.

إسرائيل لا تتحمل قول الحقيقة. أيمن عوده في شرحه لاقتراح القانون لم يتجاوز ما هو مكتوب في محرك البحث حوجل عن نكبة 48 وهو المحرك الداعم لإسرائيل. أيمن عودة قال:" ان النكبة تمثّل كارثة تاريخية حلّت بالشعب الفلسطيني، حيث جرى تهجير نحو 750 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 531 قرية فلسطينية ومدينة، ما أدى إلى تشريد العائلات، ومحو بلدات بأكملها، وتفكيك نسيج المجتمع الفلسطيني بالكامل."

من المستحيل لإسرائيل ان تعترف بنكبة 48. والسبب؟ اسمعوا ما يقول عنها سياسي يهودي اسمه يائير غولان زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض، في مقابلة أجراها مع هيئة البث الإسرائيلية (كان)، الثلاثاء الماضي، والي أثارت زوبعة وردود فعل غاضبة داخل الحكومة والمعارضة: إن "إسرائيل في طريقها لأن تصير دولة منبوذة بين الأمم، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة والدولة العاقلة لا تشن حرباً على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع أهدافا لتهجير السكان". حسب رأيه.

وأخيراً.. أيمن عودة يعرف تماماً أن اقتراحه لن يلقى آذانا صاغية، فكيف يمكن لكنيست الاعتراف بالنكبة وأعضاء فيه مستمرون في خلق نكبات ومآسي للشعب الفلسطيني. لكن الاقتراح بحد ذاته يعتبر بالفعل حسب التقييم الرياضي "واحد – صفر" لصالح عودة لأنه حشر اسرائيل في الزاوية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا