رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لديه من العنجهية والكبرياء والعناد ما يفوق كل تصور فيما يتعلق بالحرب على غزة، فهور مصِرُّ على مواصلة الحرب على غزة متحدياً الرأي العام العالمي بما في ذلك أصدقاء الدولة العبرية: مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس صرحت قبل أيام بأن الاتحاد سيراجع اتفاقية الشراكة مع إسرائيل بسبب الوضع في قطاع غزة وأن أغلبية قوية من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يؤيدون مثل هذه المراجعة. وكال ة رويترز كانت أكثر وضوحا في هذا الشأن حيث نقلت عن دبلوماسيين قولهم إن 17 من أصل 27 دولة في الاتحاد أيدت المراجعة التي اقترحها وزير خارجية هولندا كاسبر فيلدكامب.
الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ في عام 2000، حيث اتفق الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على ضرورة أن تستند علاقتهما "على احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية، التي توجه سياستهما الداخلية والدولية. وهذه المراجعة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي تدل بصورة واضحة على ان إسرائيل لا تحترم ما نصت عليه الاتفاقية من خلال مواصلتها الحرب على غزة.
الحكومة البريطانية أعلنت تجميد محادثات جديدة للتجارة الحرة مع إسرائيل، وفرض عقوبات جديدة على المستوطنات في الضفة الغربية، وانتقدت العمليات العسكرية في غزة. فقد أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن الحكومة لن تواصل المحادثات مع حكومة إسرائيلية تنتهج ما وصفه بسياسات شنيعة في الضفة الغربية وغزة.
قادة فرنسا وبريطانيا وكندا هددوا إسرائيل في بيان لهم باتخاذ "إجراءات ملموسة"، بما في ذلك عقوبات محددة، إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري على غزة . وجاء في البيان: "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة أخرى ردًا على ذلك. وحذّروا من أن هذه الإجراءات قد تشمل عقوبات محددة.
الأمريكيّون أنفسهم لديهم استياء من نتنياهو. فقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مسؤولين في البيت الأبيض عبروا عن إحباطهم من حكومة نتنياهو، مؤكدين أنها تسير عكس التيار ولا تعمل على التوصل لاتفاق شامل لإعادة الرهائن. ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصدر وصفته بالمطلع قوله "ان الرئيس الأمريكي نفد صبره من مواقف نتنياهو، بل إنه لا يكن له الود أصلا".
حتى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، كثيراً ما يعرب عن معارضته لسياسة نتنياهو في قطاع غزة وما تقوم به إسرائيل حاليًا هناك، لدرجة انه وصفها في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، مساء الثلاثاء الماضي، بأنها "تقترب من أن تكون جريمة حرب، وهذه حرب بلا هدف، ولا فرصة لها لتحقيق أي شيء يمكن أن يحفظ حياة الأسرى".
العالم الحر بما في ذلك الأمم المتحدة، وساسة إسرائيليون يعارضون مواصلة الحرب، لكن نتنياهو "مش شايف حدا ولا مهتم". التاريخ علمنا أن المتصلب في رأيه متحدياً العالم هو الخاسر.
وأخيراً... "عربات جدعون" في قطاع غزة في مواجهة العربات العالمية لوقف الحرب
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com