آخر الأخبار

تشابك الساحات: من غزة إلى دمشق... ضوء أخضر وارتدادات دولية

شارك

ما يجري اليوم في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا ليس مجرد سلسلة من التوترات المنفصلة، بل هو تجلٍّ لتقاطع خطوط الصراع الإقليمي والدولي، حيث تتلاقى مصالح اللاعبين الكبار ضمن خرائط الدم والنفوذ.

أولًا: غزة – ساحة الكسر والتجريب

العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة تجاوز أبعاده العسكرية، ليصبح حلبة اختبار لمدى قدرة "إسرائيل" على فرض معادلتها الأمنية في ظل تآكل الردع. الدعم الأمريكي العلني بالسلاح والفيتو هو ضوء (أخضر واضح) للاستمرار، لكن هذا الضوء لا يصدر فقط من واشنطن، بل يُعتمَد على سكوت أو انشغال القوى الأخرى، وعلى رأسها روسيا والصين.

ثانيًا: الضفة – التفجير البطيء..

الضفة الغربية تتحول تدريجيًا إلى ساحة مواجهة، لكن بأسلوب مختلف. العمليات الفردية والاشتباكات في جنين ونابلس تكشف عن تصدّع في الهيمنة الإسرائيلية واحتضار السلطة الفلسطينية. الغليان الشعبي هناك ليس منفصلًا عن غزة، بل امتدادٌ لها بزمن مؤجل.

ثالثًا: لبنان – حزب الله على حافة الحرب..

حزب الله، المنغمس في معادلة "توازن الردع"، يخوض حرب استنزاف محسوبة على الحدود، لكن الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل العمق اللبناني – ووصولها إلى بعلبك وراشيا – تدفع المعركة نحو التصعيد، في ظل صمت دولي يُقرأ كرسالة ضمنية بأن "الحدود قد تُفتح إن استدعى الأمر".
واشنطن هنا تلوّح بـ"عدم التدخل" المباشر، لكنها تسمح لإسرائيل بالتوسّع، طالما أن ذلك لا يستفز إيران أو يشعل حربًا كبرى، وهو شكل من الضوء الأخضر غير المُعلن.

رابعًا: سوريا – الضربات المتكررة والرسائل المركبة..

سوريا تتعرض لضربات إسرائيلية شبه يومية، تستهدف الوجود الإيراني وحزب الله. الموقف الروسي – الحليف المفترض لسوريا – يتسم ببرود لافت. موسكو لا تفعّل دفاعاتها الجوية، ولا تُدين بوضوح، وكأنها تمنح تل أبيب حريّة الحركة مقابل صفقات أو سكوت غربي في أوكرانيا.

خامسًا: روسيا – شريك صامت أم لاعب تكتيكي..

روسيا، المنشغلة في أوكرانيا، تُدير مصالحها في الشرق الأوسط بتكتيك "خفض الاحتكاك مع إسرائيل". فهي لا تريد مواجهة مباشرة مع واشنطن في هذه الجبهة، ولا تسعى لاستفزاز تل أبيب التي تلعب دورًا رماديًا في الحرب الأوكرانية. لهذا، فإن موسكو تتغاضى عن الضربات الإسرائيلية في سوريا، وترسل رسائل مزدوجة: "لسنا خصومًا... لكننا نرصد".

سادسًا: أمريكا – دعم استراتيجي بثمن دولي..

الولايات المتحدة تُقدّم لإسرائيل الغطاء السياسي والعسكري الكامل، لكنها تحسب خطواتها إقليميًا بدقّة. فهي تُعطي ضوءًا أخضر مضبوط الإيقاع: لا حرب شاملة، لا سقوط للحكومات الحليفة، ولا تصعيد مع إيران. ما دون ذلك، فهو مباح، بل ومُرحّب به إذا خدم الردع ضد "محور المقاومة".

خاتمة: كل ساحة من هذه الساحات تُشتعل وفق توقيت محسوب، لكن الخط الرابط بينها هو: إرادة أمريكية بتفتيت الجبهة، ورضا روسي مشروط، وميدان متشابك يخضع للعبة المصالح الكبرى. من غزة إلى بيروت إلى دمشق... الكل يتحرك ضمن حدود "الضوء الأخضر"، وإن تنوّعت ألوان الدم.. وعليه فالبدايات لها نهايات متساوية متوازي وفق المصالح الدولية الكبرى ما دام الخطر بعيدا عن دولهم ومصالحهم الاقتصادية..

اما بخصوص وقف الحرب على غزة أثناء زيارة ترامب إلى السعوديه حتى الآن، لا توجد مؤشرات لوقف قريب للحرب على غزة، رغم التحركات الدبلوماسية.وزيارة ترامب — إن تمّت فعلًا هذا الأسبوع — ستكون رمزية أكثر منها تنفيذية، لأنه ليس في موقع رسمي حاليًا (ما لم تكن هذه زيارة خاصة أو ضمن نشاط انتخابي). ومع ذلك، قد تُستخدم للضغط أو التلويح بصفقة تهدئة.لكن على أرض الواقع: إسرائيل لم تحقق أهدافها بعد.

أمريكا لم تضغط علنًا لوقف النار.
الوساطات (قطر، مصر) لم تنجح
حتى اللحظة. والاحتمال ضعيف هذا الأسبوع، إلا إذا حدث تطور مفاجئ كبير (كعملية نوعية أو تدخل دولي صارم). اللهم أني قد بلغت وأن كنت على خطأ فيقوموني..

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا