في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
بعد تبادل القصف بين الهند وباكستان، الليلة الماضية، أعلنت إسلام آباد مقتل 26 شخصًا وإصابة 46 جراء ضربات صاروخية هندية، بينما أكدت نيودلهي أنها نفذت "هجمات دقيقة" استهدفت ما وصفته بـ"مواقع إرهابية" داخل الأراضي الباكستانية.
وتصاعدت التوترات بين الهند وباكستان عقب الهجوم في 22 أبريل 2025، حيث استهدف مدينة باهالغام السياحية في كشمير الخاضعة للهند، وأدى إلى مقتل 26 مدنيًا، في أكثر الهجمات دموية بالمنطقة منذ أكثر من عقدين. وسارعت نيودلهي إلى اتهام إسلام أباد بالضلوع فيه، وهو ما نفته الأخيرة بشدة.
وردّت الهند بإعلان نيتها قطع مياه الأنهار المتدفقة نحو باكستان، في خطوة وصفت بأنها تصعيد خطير في النزاع المتجدد بين الجارتين النوويتين.
وتأتي هذه التطورات بعد سنوات من الهدوء النسبي منذ اتفاق وقف إطلاق النار عام 2021، ما يهدد بنسف أي جهود دبلوماسية سابقة. ويُعدّ التصعيد الأخير حلقة جديدة في تاريخ الصراع الطويل الذي بدأ عام 1947 مع تقسيم الهند، واستمر عبر حروب واشتباكات دامية، كان أبرزها في أعوام 1965 و1971 و1999، إضافة إلى تفجيرات مومباي عام 2008، وأحداث 2019 التي ترافقت مع إلغاء الوضع الخاص للإقليم.
ويرجع سبب الخلاف بين الهند وباكستان إلى النزاع على إقليم كشمير، الذي نشأ عام 1947 عقب انسحاب بريطانيا وتقسيمها إلى دولتين: الهند ذات الغالبية الهندوسية، وباكستان ذات الغالبية المسلمة.
وكان من المفترض أن يختار حكام الولايات الأميرية الانضمام إلى إحدى الدولتين أو البقاء مستقلين، لكن حاكم كشمير الهندوسي قرر الانضمام إلى الهند رغم أن غالبية سكان الإقليم من المسلمين، مما أثار اعتراض باكستان وأدى إلى أول حرب بين البلدين.
ومنذ ذلك الحين، تطالب الهند بضم الإقليم كاملًا إلى سيادتها، بينما ترى باكستان أن كشمير جزء طبيعي منها بحكم الدين والجغرافيا. وقد خاض البلدان ثلاث حروب رئيسية بسبب كشمير، إضافة إلى مناوشات مستمرة وأزمات دبلوماسية متكررة، أبرزها هجمات مسلحة وعمليات انتقامية، جعلت من كشمير واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم.