تُفتتح مساء اليوم في مدينة القدس فعاليات مؤتمر شعبي غير مسبوق تحت عنوان "أجا الوقت – المؤتمر الشعبي للسلام"، بمبادرة من "تحالف السلام" وبمشاركة طيف واسع من الحراكات والمنظمات الديمقراطية، من بينها حراك "نقف معًا"، إلى جانب شخصيات عربية ويهودية ومواطنين من مختلف الخلفيات.
يأتي هذا الحدث في توقيت حرج، بعد أكثر من عام ونصف من الحرب المستمرة على قطاع غزة، وفي ظل تفاقم الانقسام السياسي والاجتماعي داخل المجتمع الإسرائيلي، وإعلان الحكومة نيتها توسيع الحرب عبر تجنيد المزيد من جنود الاحتياط. في المقابل، يتزايد عدد الأصوات المعارضة للحرب والداعية إلى حل سياسي. يرفع المؤتمر شعارًا مباشرًا وواضحًا: "الحروب ليست قدرًا، السلام هو الخيار الوحيد".
تقديم رؤية بديلة
رُلى داوود، المديرة القُطرية المشاركة في حراك "نقف معًا"، أكدت في تصريح خاص أن "المؤتمر يمثل صرخة ضد الدمار، وإصرارًا على تقديم رؤية بديلة تقوم على الأمل والسلام". وأضافت: "طرح خيار السلام اليوم هو واجب أخلاقي لا يمكن تجاهله، ولا ينبغي أن ننتظر انتهاء الحرب حتى نبدأ ببناء المستقبل. يجب أن نتحرك الآن ونقول بصوت موحد: كفى للحرب، نعم للحياة، نعم للسلام".
وأكدت داوود أن ما بعد أكتوبر 2023 يفرض واقعًا جديدًا، متسائلة: "هل نسمح لليأس أن يملأ هذا الفراغ؟ أم نبنيه على أساس العدالة، الاعتراف المتبادل، والحلول السياسية؟".
يمتد المؤتمر على مدار يومين، الخميس والجمعة (8–9 أيار)، ويتضمن جلسات نقاش معمّقة، فعاليات جماهيرية، وعروضًا ثقافية، بمشاركة نشطاء سلام، أكاديميين، وفنانين، بالإضافة إلى عائلات فقدت أبناءها في الحرب. المنظمون يرون في المؤتمر بداية مسار جديد يعيد للناس الأمل بإمكانية التغيير، ويعيد للسياسة بعدها الإنساني الغائب.