ندد المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور بالصمت العالمي إزاء ما يجري في قطاع غزة من قتلٍ المدنيين وخاصة الأطفال والنساء ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقال لموقع بكرا: "إن هذه واحدة من وصمات العار الحقيقية واللحظات المظلمة في تاريخ البشرية. هذا الصمت، هذا التواطؤ، هو ما يشجع عمليًا ويسمح باستمرار تجويع متعمد لأكثر من مليونَي إنسان، وإبادتهم بشكل ممنهج، وتدمير كل مقومات حياتهم ووجودهم، وقتلهم بلا تمييز، أطفالًا ونساءً وشيوخًا."
واضاف: "هذا، للأسف، يثير الكثير من الحيرة والتساؤلات حول القوانين الدولية، وحول العالم، والمؤسسات، والرأي العام الدولي، وحول هذا الصمت تجاه هذه الجرائم."
وـكد منصور ان هذا الصمت يكشف ضعف المؤسسات الدولية، وأنها أصبحت فعليًا مفرغة ومهيمنًا عليها، وخاضعة للابتزاز. كما يثبت أن إسرائيل نجحت، عبر ماكينتها الإعلامية الهائلة وحملات التزوير التي قادتها في تضخيم أحداث السابع من أكتوبر، وفصلها عن سياقها، واعتبار أن كل من في غزة مشارك أو مؤيد لعملية السابع من أكتوبر، وبالتالي يستحق العقاب الجماعي.
واشار الى ان ذلك تحقق بفضل عمليات الشيطنة والحملات المنظمة، وضعف الدعاية والمواقف المضادة، التي كان من الممكن أن تفضح هذه السياسات.
العالم لا يبرر ولا يقلل من مسؤوليته
واوضح منصور أن العالم، وهذا لا يبرر ولا يقلل من مسؤوليته، لم يجد خطابًا قويًا ونافذًا، ومتمكنًا بلغة مفهومة، بلغة حقوق الإنسان، والحقوق الأساسية للبشر، والحقوق السياسية، لمواجهة ما يجري. لذلك، أفترض أن هناك تقصيرًا من جانبنا، ونشاطًا زائدًا عن الحاجة ومنظمًا من الاحتلال ودولته ومؤسساته.
واكد ان هذا جاء في ظل حالة عالمية تشهد اصطفافات وصراعات، ودول تمر بأزمات، وقضايا إقليمية، وكل هذه العوامل تضافرت، إضافة إلى الحروب المشتعلة، مثل الحرب بين أوروبا وروسيا وغيرها، وكلها عوامل اجتمعت معًا.
ويري منصور ان نتنياهو يربط بين حربه ضد الشعب الفلسطيني، وبين ما يسميه "حرب الحضارة" و"حرب الغرب" ضد "التوحش والبربرية والإرهاب"، مستغلًا هذه المفاهيم والمسميات، وهناك من يسايره في هذا الخطاب الكاذب.
واكد أن بداية مواجهة هذا الأمر تكون بالفضح، ولكن ليس بالتهويل، ولا بمجرد نشر الأرقام والإحصائيات، بل بالفضح عبر خطاب حقوق الإنسان، وخطاب الحقائق، وأيضًا من خلال التركيز على طبيعة وتركيبة المجتمع الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، وعلى نتنياهو واليمين المتطرف، وبن غفير وسموتريتش، وعنصريتهم وفاشيتهم، ليس فقط ضد الفلسطينيين بل حتى ضد منظومات الحكم الإسرائيلية.
وختم منصور بالقول، "أحيانًا المبالغات والتهييج وتصوير الصراع على أنه معركة عسكرية بين جيشين، كما تفعل بعض وسائل الإعلام وبعض محلليها، قد ساهم، بشكل أو بآخر، في التقليل من الجهود التي تبذلها قطاعات واسعة من العالم العربي وفلسطين في التعاطف وفضح ما يحدث في غزة".