همّام أبو مخ لبكرا: تصرفات غير مسؤولة قرب القروش تؤدي إلى حوادث كارثية

وقعت مؤخرًا حادثة مؤلمة قبالة سواحل الخضيرة، حيث تعرض أحد الأشخاص لهجوم من سمكة قرش، ما أدى إلى وفاته. ورغم أن المعلومات حول الحادثة ما تزال غير واضحة بشكل كامل، نستضيف المدرب همّام أبومخ، مدرب غطس ومؤسس مشروع "أعماق"، لتوضيح الصورة بشكل علمي ومسؤول حول هذا الحادث.

همّام أبومخ: القروش ليست أعداء للإنسان، والتعامل مع البحر يتطلب وعيًا كبيرًا

قال همّام أبومخ: "بدايةً، يجب أن نعلم جميعًا أن القروش ليست عدوًا للإنسان. رغم الصورة السلبية التي تُروج لها في الإعلام والأفلام، فإن القروش لا تعتبر الإنسان جزءًا من فرائسها الطبيعية، ولا تهاجم البشر عمدًا. في معظم الحالات، تكون الهجمات نتيجة لالتباس أو استفزاز غير مقصود، أو حتى نتيجة اقتراب الإنسان بشكل مبالغ فيه منها".

وأضاف: "وعلى الأرجح، إذا حدثت هجمات من القرش، فإنها تكون ضد السباحين أو راكبي الأمواج، وفي الحادثة التي وقعت في الخضيرة، يبدو أن الحديث يدور عن غطّاس حر (أي بدون معدات غطس)، وربما كان يصطاد الأسماك في تلك المنطقة".

تزايد التفاعل غير المسؤول مع القروش في سواحل قيساريا

وتابع أبومخ: "من المعروف أن القروش المتواجدة في منطقة قيساريا تأتي في فصل الشتاء من كل عام، بحثًا عن المياه الدافئة القادمة من محطة توليد الطاقة. كما أن المنطقة توفر غذاءً وفيرًا للقروش وقلة في عدد البشر. ولكن في الآونة الأخيرة، وخاصة في الأسبوع الماضي، كان هناك توثيق لوجود مجموعات كبيرة من الناس، بما في ذلك الأطفال، يتصورون داخل الماء ويتفاعلون مع القروش بشكل غير مسؤول، مثل محاولة لمسها أو إطعامها أو الاقتراب منها بشكل مبالغ فيه".

وأشار إلى أن: "مثل هذه التصرفات تشوّش على غرائز القرش وتغذي سلوكيات عدوانية أو استكشافية، قد تنتهي بعواقب كارثية. هذا النوع من السلوك غير مسؤول تمامًا، وقد حذرنا منه بشكل مستمر. وما حصل مؤخرًا كان مسألة وقت فقط".

الغطس مع القروش يتطلب مسؤولية ووعيًا كبيرًا

وأوضح أبومخ: "صحيح أننا نغطس مع القروش في أماكن عديدة حول العالم، لكن الوضع في منطقة الخضيرة مختلف تمامًا. القروش في هذه المنطقة لا تتواجد في بيئتها الطبيعية، بل تأتي لفترة مؤقتة، مما قد يؤدي إلى تغييرات في سلوكياتها. لذا، من الأفضل عند الرغبة في الغطس أو مشاهدة القروش أن يكون ذلك تحت إشراف شخص مختص ومؤهل وذو خبرة".

وتابع: "للأسف، في مجتمعنا، عدد الأشخاص الذين قتلوا على يد البشر يفوق بكثير عدد الذين قتلوا نتيجة هجوم سمكة قرش. وفي النهاية، سيبقى القرش واحدًا من أروع المخلوقات التي يمكن أن تلتقي بها تحت الماء، وسنستمر في الغطس والتصوير، لكن الأمر يتطلب حذرًا ومسؤولية كبيرة".

ختامًا، اسماك القرش موجودة بالبحر منذ القدم وهي كائن اساسي ومهم جدا للتوازن البيئي. ⁠واعداد اسماك القرش التي قتلت على يد البشر اكبر بكثير من اعداد البشر الذين قتلوا على يد سمك القرش، وأكّد أبومخ أن التفاعل المسؤول مع هذه الكائنات هو السبيل الوحيد لتجنب الحوادث، وضمان السلامة لجميع الأطراف.