في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
نظم محامو عرابة البطوف، اليوم، وقفة احتجاجية أمام مبنى البلدية، احتجاجًا على استفحال العنف والجريمة في عرابة خاصة، وفي المجتمع العربي عامة.
رفع المشاركون لافتات كتب عليها "لا للعنف بكل أشكاله"، و"نعم للعلم الأهلي والأمن والأمان"، مؤكدين أن دورهم كممثلين لصوت العدالة يحتم عليهم رفع صوتهم والتحرك دفاعًا عن المجتمع.
وقال عدد من المحامين إن هذه الوقفة جاءت كرد فعل على الواقع الدامي الذي تعيشه بلداتهم، وسط شعور عام بفقدان الأمن، وتقاعس السلطات عن اتخاذ إجراءات جدية لكبح جماح الجريمة المنظمة.
79 قتيلا منذ بداية العام: أرقام تنذر بالخطر
تزامنت وقفة المحامين مع تصاعد خطير في وتيرة جرائم القتل. فقد ارتفع عدد ضحايا الجريمة في المجتمع العربي إلى 79 قتيلًا منذ مطلع العام الحالي، بينهم أربعة قتلوا برصاص الشرطة الإسرائيلية، فيما بلغ عدد الضحايا خلال نيسان الجاري وحده 22 شخصًا.
وتشير المعطيات إلى أن عام 2024 شهد مقتل 221 شخصًا، مقابل 222 في عام 2023، مما يكشف عن استمرار الأزمة بلا تراجع.
اتهامات للشرطة بالتقاعس والتواطؤ
وسط هذا النزيف، تتزايد الاتهامات للشرطة الإسرائيلية بالتقاعس عن مواجهة الجريمة، بل وبالتواطؤ مع عصابات الإجرام المنظم.
ويؤكد ناشطون ومهنيون أن انعدام الردع، وسوء تطبيق القانون، وانكشاف البلدات العربية أمام العنف، كلها عوامل تدفع الأوضاع نحو مزيد من التدهور.
مشاهد دامية: أب يحاول إنقاذ ابنه من الرصاص في كفرياسيف
أحد المشاهد المأساوية التي هزت الرأي العام كان في كفرياسيف، حيث وثقت كاميرات المراقبة لحظة إطلاق نار استهدفت رجلين من البلدة.
شوهد أب وهو يحاول إنقاذ ابنه من وابل الرصاص، بينما كانت طواقم "حيان" للعلاج المكثف تقدم الإسعاف لمصابين أحدهما في حالة خطيرة (48 عامًا) والثاني مصاب بجروح متوسطة (80 عامًا).
نُقل المصابان إلى غرفة العلاج المكثف في مستشفى الجليل الغربي.
جرائم متتالية: الطيرة واعبلين تنزفان
في مدينة الطيرة، وقعت جريمة مزدوجة فجر أمس أسفرت عن مقتل الشابين يوسف أبو خيط ومحمد التيتي، وإصابة ثالث بجروح خطيرة. وفي اعبلين، قُتل علي نابلسي (69 عامًا) بعد إصابته بطلق ناري نافذ، فيما أصيب آخر بجراح خطيرة.
توالي الجرائم دفع بلدية الطيرة إلى عقد اجتماع طارئ، أعلنت فيه عن تنظيم وقفة احتجاجية ضخمة أمام مقر قيادة شرطة الشارون في كفار سابا، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، تحت شعار الأعلام السوداء.
رسالة من عرابة: لا صمت بعد اليوم
من خلال وقفتهم، بعث محامو عرابة رسالة مدوية: لا يمكن استمرار الصمت على هذا الواقع. وأكدوا أن حماية حياة الناس ليست ترفًا بل حق أساسي، وأن بقاء المجتمع صامتًا إزاء الجريمة هو استقالة جماعية من الدفاع عن أبسط الحقوق. وشددوا على أن التصدي للعنف يجب أن يكون مشروعًا جماعيًا يشارك فيه الجميع: مؤسسات، وأفراد، وقيادات محلية ووطنية.