آخر الأخبار

قصة نجاح من معليا| د. سلام حديد مديرة مدرسة الناصرة الأكاديمية للتمريض: الشراكة مع الكلية الأكاديمية أونو فتحت آفاقًا جديدة أمام الطلاب

شارك

استطاعت د. سلام حديد، ابنة بلدة معليا، من بناء مسيرة مهنية وأكاديمية مليئة بالتحديات والإنجازات، حيث استطاعت أن تحفر اسمها في مجال التمريض وتحقق نجاحات لافتة على مختلف الأصعدة. من ممرضة في قسم الطوارئ إلى محاضرة وباحثة في مجال التمريض، ثم إلى مديرة مدرسة الناصرة الأكاديمية للتمريض، وأثبتت من خلال مسيرتها أنّ المرأة قادرة على تحقيق التوازن بين الأسرة، والدراسة، والعمل القيادي.

مصدر الصورة

كيف كانت بدايتك المهنية والأكاديمية في مجال التمريض؟

بدأت مسيرتي المهنية بعد إنهاء اللقب الأول في التمريض من جامعة تل أبيب، حيث التحقت بالدراسة في مدرسة التمريض التابعة لمستشفى "تل هشومير"، أحد أهم المراكز الطبية في البلاد. وبعد التخرج، عدت إلى منطقة الشمال وبدأت عملي كممرضة في قسم الطوارئ في مستشفى نهاريا، والذي يُعرف باسم "المركز الطبي للجليل". حيث استمر عملي في هذا القسم لما يقارب ثماني سنوات، واكتسبت خلالها خبرة واسعة.

وخلال تلك السنوات، شعرت برغبة عميقة في تطوير ذاتي مهنيًّا وأكاديميًّا، فالتحقت ببرنامج اللقب الثاني في جامعة تل أبيب، وتخصصت في مجال الإدارة في التمريض. هذا التخصص أتاح لي فهمًا أوسع للمنظومة الصحية من زاوية تنظيمية وقيادية، وفتح لي آفاقًا جديدة لمواصلة مسيرتي في المجال الأكاديمي، حيث بدأت بتدريس التمريض في مدرسة للتمريض "زيف" وبعدها انتقلت للتدريس في كلية صفد الاكاديمية. وثم تابعت دراستي لنيل درجة الدكتوراه في جامعة حيفا، في مسار لم يخلُ من التحديات، لاسيما أنني كنتُ أمًّا لثلاثة أطفال، وقد أنجبت طفلتي الرابعة خلال فترة الدكتوراه.

وإلى جانب ألقابي الأكاديمية، فقد تخصصت أيضًا في مجال علاج الأوجاع (Pain Management)، وكنت مسؤولة لفترة معينة عن هذا المجال في مستشفى نهاريا. كما انهيت برنامج تخصص في الادارة والسياسة بمجال الصحة والتمريض وكذلك في الإدارة والقيادة. حيث شاركت ببرنامج "عنبار" القيادي التابع لمؤسسة "معوز"، الذي يهدف الى إحداث تغيير في المنظومة الصحية في البلاد. وقد اختُتم هذا البرنامج بتجربة تعليمية مكثّفة لمدة أسبوعين في بوسطن – الولايات المتحدة، بمشاركة محاضرين من جامعة هارفارد. وبعد البرنامج أصبحنا جزء من مجموعة قيادية تضم ممثلين من مجالات متنوعة، حيث نعمل معًا على إطلاق برامج مشتركة وشراكات تهدف إلى تطوير قطاع الصحة.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتكِ خلال مسيرتكِ؟ وكيف تمكنتِ من التوفيق بين الدراسة والعمل والعائلة؟

من أبرز التحديات التي واجهتني خلال مسيرتي كانت القدرة على التوفيق بين التزاماتي الأكاديمية، والمهنية، والعائلية. في بداية دراستي للدكتوراه، كنتُ أمًا لثلاثة أطفال، وعندما اقتربتُ من إنهاء دراستي، أنجبتُ ابنتي الرابعة. حيث مررت بفترة مليئة بالتحديات، ولكن بعض التنازلات وادارة الوقت بشكل دقيق يساعد في تحقيق التوازن بين جميع هذه المسؤوليات، كما تلقيت دعمًا كبيرًا من العائلة، ما مكنني من أن أكون حاضرة في الوقت نفسه في جميع الأدوار التي قمت بها.

ورغم أنني اضطررت أحيانًا لتقليص بعض الأنشطة الاجتماعية، إلا أنني كنت حريصة على التواجد في المناسبات والتطوع باطر اجتماعية محلية. ورغم التحديات، حافظت على استمراريتي في التقدم الأكاديمي. وكان الهدف الرئيسي أمامي هو تحقيق التوازن بين العمل، الدراسة، ورعاية العائلة، مع الحفاظ على التقدم في جميع هذه المجالات.

ما هي أبرز التطورات التي شهدتها مدرسة الناصرة الأكاديمية للتمريض خلال السنوات الأخيرة، وكيف أثرت الشراكة مع الكلية الأكاديمية أونو على تطوير برامج التعليم الأكاديمي في المدرسة؟

منذ أربع سنوات، توليتُ إدارة مدرسة الناصرة الأكاديمية للتمريض، التي تقع بجانب المستشفى الإنجليزي في الناصرة، صرح هام وارث كبير بني بمجهود عظيم لاشخاص كثيرون. حيث تأسست المدرسة في عام 1924، وهذه السنة نقدم فعاليات مختلفة احتفالا بالسنة المئوية.

كما تتميز المدرسة بطاقم مهني باعلى المستويات. وعلى صعيد البنية التحتية، قمنا بتوسيع المدرسة بشكل كبير خلال السنتين الأخيرتين، حيث أضفنا طابقين إلى المبنى الأساسي وزوّدنا المدرسة بأثاث جديد ومتطور. كما بدأنا في بناء مركز محاكاة متقدم يشمل غرف تعليمية حديثة لتدريب الطلاب على أحدث التقنيات والاليات في مجال التمريض.

وفي إطار تطوير التعليم الأكاديمي في مجال التمريض، قامت مدرسة الناصرة الأكاديمية للتمريض بتوقيع اتفاقية شراكة مع الكلية الأكاديمية أونو احدى اكبر الكليات في البلاد. وتتيح هذه الشراكة للمدرسة تقديم البرامج الأكاديمية للقب الاول بالتمريض التي تُدرس في قسم التمريض في الكلية الأكاديمية أونو الذي يتميز بمهنيته وامتيازه، حيث يتم تدريس المناهج والمحاضرات بأكملها في مدرسة الناصرة الاكاديمية للتمريض وفقًا للبرامج في الكلية الاكاديمية أونو. هذه الشراكة قد حصلت على موافقة مجلس التعليم العالي، مما يعزز من قيمة الشراكة بين المؤسستين.

ومن خلال هذه الشراكة، تم إدخال ثلاثة برامج أكاديمية رئيسية: أولًا، برنامج البكالوريوس في التمريض الذي يستمر لأربع سنوات ويتضمن شروط قبول مثل امتحان بسيخومتري، وامتحان اللغة العبرية "ياعيل"، وشهادة البجروت.

ثانيًا، ومن اجل اعطاء الفرص لطلابنا الذين لا يستوفون شروط القبول التي ذكرناها، فقد قمنا ببناء برنامج "افيك" التحضيري والذي مدته ثلاثة أشهر، حيث يتيح هذا البرنامج التحضيري للطلاب الحاصلين على معدل 85 في البجروت، الفرصة لتجهيزهم وللدخول إلى برنامج البكالوريوس في التمريض من دون الحاجة لاستيفاء المتطلبات الأولية.

ثالثًا، برنامج التحويل المهني الذي يتيح للأشخاص الحاصلين على درجة البكالوريوس في مجالات أخرى بالتحويل المهني إلى اللقب الاول بالتمريض، ويستمر هذا البرنامج لمدة سنتين ونصف.

بالإضافة إلى التطور الأكاديمي، تم التركيز على دعم الطلاب من الناحية التعليمية، من خلال توفير مرافقة للطلاب. وايضًا دعم من الناحية اللغوية للطلاب الذين يواجهون تحديات في اللغة العبرية، لضمان فهم المادة. الهدف هو تعزيز لغة الطلاب العبرية وتجهيزهم للإنخراط في المستقبل في جميع المؤسسات بجهاز الصحة.

اللقب الاول في التمريض يتيح للخريجين الانخراط بوظائف مختلفة بمستشفيات وعيادات جهاز الصحة والتطور على الصعيد المهني، الاكاديمي والاداري.

الكلية الاكاديمية اونو ومدرسة الناصرة الاكاديمية للتمريض تؤمن بأن اتاحة وتوفير فرص التعليم العالي بمهنية وجودة متميزة ببيئة داعمة وقريبة في المنطقة هو خطوة مهمة لتمكين الطلاب من تحقيق طموحاتهم في مجال التمريض دون الحاجة للسفر إلى أماكن بعيدة.

مصدر الصورة مصدر الصورة مصدر الصورة مصدر الصورة
كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا