تسعى فرنسا إلى بلورة مبادرة دبلوماسية شاملة تنهي الحرب على قطاع غزة، وتتضمن وقفًا لإطلاق النار، وانسحابًا إسرائيليًا كاملاً من القطاع، مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، دون اشتراط اعتراف تل أبيب بقيام دولة فلسطينية.
ووفقًا لما نشرته صحيفة هآرتس، فإن المبادرة الفرنسية تشمل أيضًا ترتيبات أمنية تتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية محدودة في غزة "عند الضرورة"، على غرار التنسيق الأميركي–الفرنسي في لبنان.
وتقود باريس اتصالات دبلوماسية علنية وسرية مع دول إقليمية، من بينها تركيا، إيران، مصر، وقطر، وتركّز جهودها بشكل خاص على ملف تبادل الأسرى، الذي تعتبره أولوية، تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار وتهدئة شاملة.
كما تتضمن المبادرة بحث ترتيبات مع مصر لاستضافة مؤقتة لعدد من سكان غزة خلال إعادة الإعمار، مقابل حوافز اقتصادية، بينها شطب جزئي للديون المصرية وتوسيع دورها في عملية الإعمار.
وتهدف فرنسا من خلال هذه الخطة إلى التوفيق بين مطالب السعودية، التي تطلب خطوات سياسية ملموسة نحو حل الدولتين، ومواقف الحكومة الإسرائيلية الحالية الرافضة للاعتراف بقيام دولة فلسطينية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يجري اتصالات شبه يومية مع قادة إقليميين، من بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد، لدفع المبادرة قدمًا.
كما تعتزم باريس عقد مؤتمر دولي في نيويورك في يونيو المقبل بالشراكة مع السعودية، لدفع العملية السياسية على أساس حل الدولتين، مع تشجيع عدد من الدول الإسلامية للاعتراف المتبادل بكل من إسرائيل والدولة الفلسطينية.