في ظل تصاعد مقلق للجريمة، يشهد المجتمع العربي في البلاد عامًا دمويًا جديدًا، حيث ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل منذ مطلع العام إلى 72 قتيلاً، من بينهم أربعة لقوا حتفهم برصاص الشرطة، في مؤشر خطير على تفاقم حالة انعدام الأمان وغياب الردع الفعّال.
وخلال الأيام الأخيرة، سجّلت البلدات العربية سلسلة من الجرائم البشعة التي زادت من حالة الهلع في صفوف المواطنين، وسط استمرار العنف دون بوادر حقيقية على تحركات رسمية جادة لوقف النزيف الدموي.
مقتل عنان نصار من عرابة في تفجير مركبة
في أحدث هذه الجرائم، عُثر صباح امس الجمعة على جثة الشاب عنان نصار من مدينة عرابة، داخل مركبة اندلعت فيها النيران إثر انفجار هزّ الحيّ. ورغم جهود طواقم الإطفاء التي وصلت بسرعة إلى المكان، إلا أنها لم تتمكن من إنقاذه.
الشرطة باشرت التحقيق في ملابسات الحادث، دون أن تستبعد فرضية التفجير المتعمد. سكان المنطقة عبّروا عن صدمتهم، وسط تزايد المخاوف من اتساع دائرة العنف الدموي في البلدة التي شهدت أربع جرائم قتل منذ بداية العام.
مجزرة في "بيت النرجيلة" بمدينة الرملة: ثلاثة قتلى
وفي جريمة مروّعة أخرى، قُتل ثلاثة شبان مساء الجمعة داخل محل "بيت النرجيلة" في شارع بيالك بمدينة الرملة، بعد أن اقتحم مسلحون مجهولون المكان وأطلقوا النار بشكل كثيف وعشوائي. من بين الضحايا الشابين بهاء عميرة وبلال أبو غانم.
الهجوم أسفر أيضًا عن إصابة ثلاثة أشخاص آخرين، فيما تواصل الشرطة التحقيق وسط ترجيحات بوجود خلفية جنائية. وقد شهدت الرملة منذ بداية العام سبع جرائم قتل، مما يعكس عمق الأزمة الأمنية في المدينة.
طعن شاب في أبو غوش: جراح خطيرة
وفي بلدة أبو غوش، أصيب شاب يبلغ من العمر 25 عامًا بجراح خطيرة إثر تعرضه للطعن فجر اليوم. وجرى نقله إلى مستشفى شعاري تسيدك وهو يعاني من إصابات نافذة ووُصفت حالته بغير المستقرة.
نزيف مستمر وصمت رسمي
مع تواصل سفك الدماء في المدن والقرى العربية، يزداد شعور المواطنين بالإحباط من تقاعس السلطات، وغياب خطة واضحة لمكافحة الجريمة المنظمة وتفكيك عصابات الإجرام التي باتت تهدد حياة الأبرياء بشكل يومي. ويطالب المجتمع العربي بخطة شاملة تبدأ من تعزيز الأمان الشخصي، مرورًا بتفعيل جهاز الشرطة بشكل مهني، وليس انتهاءً بتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية كجزء من الحل الجذري.