آخر الأخبار

في الوقت الذي تطالبون فيه بالحرية.. هناك شعب آخر يرزح تحت الاحتلال/ بقلم : النائب احمد الطيبي

شارك

في إسرائيل يحتفلون بعيد الحرية. يقرؤون الهَجّاداه، ويتحدثون عن الخروج من العبودية، عن صرخة المظلومين، عن التحرّر من مصر.
لكن لفهم عمق الفجوة بين هذه القصة وبين الواقع – لا حاجة للذهاب بعيداً. يكفي أن تنظر من النافذة.
لأنه في الوقت الذي تحتفلون فيه بالحرية – هناك شعب آخر يعيش تحت الاحتلال.

ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة يخضعون للحكم الإسرائيلي:
يُحرَمون من حقوقهم الأساسية، يعيشون تحت السيطرة العسكرية، ويواجهون الحواجز، والاعتقالات، وهدم المنازل، وقيود التنقل.
في الضفة – مخيمات لاجئين مكتظة، وواقع من المداهمات الليلية والاعتقالات المستمرة. وفي غزة – تطهير عرقي مستمر، قصف متواصل، ودمار شامل للبنية التحتية.

فما هي الحرية – إن لم تشمل حق الآخرين بأن يكونوا أحراراً؟

لكن الحقيقة المُرّة، والتي لا يُتحدث عنها، هي أنكم أنتم أيضاً لستم أحراراً.
المجتمع الإسرائيلي بأسره ليس حراً. إنه أسير – ليس فقط للاحتلال، بل لأولئك الذين يقودونه.

الصهيونية الدينية، وخاصة ممثلو المستوطنات،
أصبحوا مراكز القوى الأساسية في الدولة. يسيطرون على الميزانيات، يؤثرون على جهاز القضاء، يوجّهون جدول الأعمال السياسي، ويضعون “خطوطاً حمراء” يتردد حتى اليسار والوسط في تجاوزها.
لقد أصبحوا قوة تفرض سيطرتها – ليس فقط على الفلسطينيين، بل أيضاً على المجتمع اليهودي نفسه.

إنه مسار بدأ في الهامش وأصبح التيار السائد. مسار تفرض فيه أقلية أيديولوجية – ذات طابع ديني مسياني – هويةً وطنية، وسياسةً أمنية، وتشريعات أساسية. مسار تتحوّل فيه الحرية إلى امتياز محفوظ فقط لمن يسير في الخط.

وهكذا، حتى الليبراليون من بينكم – أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بحقوق الإنسان وبالديمقراطية – أصبحوا أسرى.
عبيد للخوف السياسي. عبيد للصمت. عبيد لتحالفات مع اليمين المتطرف، الذي هو بعيده كل البعد عن قيم الحرية – حتى أن لفظ الكلمة صار يبدو نكتة.

من لا يجرؤ على تسمية الاحتلال باسمه، من لا يرغب في مواجهة تداعيات الأبارتهايد الأخلاقية والقانونية – لا يحتفل بالحرية حقاً. بل يحتفل بتطبيع القمع.

الهجّاداه تطلب منّكم أن تتعاطفوا مع المظلوم – لكن هذا التعاطف أصبح أجوفاً، حين يقترن بالكبت، والإنكار، والتجاهل لظلم فظيع قائم الآن.

لقد حان الوقت للقول بوضوح: لا توجد “نصف حرية”. لا يمكن الاحتفال بعيد الحرية – وفي الوقت ذاته، الحفاظ على نظام من السيطرة والاحتلال والقمع. لا حرية حقيقية إن كانت محفوظة فقط للبعض.

وبعبارات بسيطة:
الحرية التي تقوم على سلب حرية الآخر – ليست حرية. إنها قناع. قشرة فارغة ستسقط وتتلاشى في النهاية.
فكما قالت الناشطة فاني لو هامر: “ما من أحد حر حتى يكون الجميع أحراراً”

كل العرب المصدر: كل العرب
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا