تنديد باقتحام الشرطة الإسرائيلية منزل المكرسات في حيفا والمطالبة باعتذار وتعويض

اقتحمت قوة من الشرطة الإسرائيلية في ساعات الصباح الباكر من يوم الثلاثاء الماضي منزلا في البلدة التحتى في حيفا، الذي تسكنه أيضا فتيات مكرسات في "جماعة سلام" التابعة للكنيسة الكاثوليكية.

وقالت مصادر مطلعة في الكنيسة إن هذا الاقتحام المفاجئ جاء بدون أي مسوغ قانوني أو مبرر واضح، حتى أن الشرطة فتشت البناية كلها.

وقد اقتادت الشرطة عددًا من الفتيات، ومن بينهن المكرسات الأربع، إلى مركز الشرطة في القدس، وأخضعتهن للمساءلة. وبعد التحقق من هويتهن، أطلقت سراحهن دون أي تفسير لما جرى!

وذكرت مصادر إعلامية أن الشرطة اشتبهت بأن للفتيات أي ضلع في أعمال التستر على فتيات دون تصريح.

احتجاج شديد اللهجة

وأرسل كل من سيادة المطران يوسف متى، رئيس أساقفة الروم الملكيين الكاثوليك في الجليل، وغبطة البطريرك الكاردينال بيير باتيستا بيتسا بالا بطريرك القدس للاتين، رسائل احتجاج شديدة اللهجة إلى عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بضمنهم المفتش العام للشرطة، وطالبوا بتوضيح ما جرى مع الفتيات، والاعتذار للتسبب بالأضرار والهلع بين الفتيات.

كما تم إبلاغ عدد من سفارات الدول الأجنبية بالموضوع، كسفارة الولايات المتحدة، البرازيل، الفاتيكان، وعدد اخر من الدول الأوروبية.

وقام سيادة المطران يوسف متى بزيارة لبيت المكرسات، واطلع على أحوالهن مشددا من عزيمتهن وشكرهن على خدماتهن الروحية والاجتماعية في الأبرشية.

دون أذن مسبق

من جهته اكد وديع ابو نصار منسق منتدى مسيحيي الأرض المقدسة أن الاقتحام تم دون أي إذن مسبق أو إجراءات قانونية واضحة، واصفاً إياه بأنه "تم بطريقة تشبه اقتحامات اللصوص أو الزعران".

وأوضح أن الشرطة أخذت الفتيات إلى القدس للتحقيق معهن بحجج و"شبهات غريبة وعجيبة"، دون التحقق من هوياتهن، رغم إمكانية الوصول إلى هذه المعلومات بسهولة من خلال وزارة الداخلية.

وانتقد ابو نصار تعامل الشرطة مع المكرسات، مشيراً إلى أنهن نُقلن إلى القدس ثم تُركن هناك دون إعادتهم إلى مقر إقامتهن، مما اعتبره "استهتاراً غير مقبول". وطالب الشرطة باعتذار رسمي وتعويض، مؤكداً أن هذا السلوك لا يمكن السكوت عنه، وأن رؤساء الكنائس في الأراضي المقدسة، من ضمنهم بطريرك القدس للاتين ومطران الروم الكاثوليك، تحركوا ووجّهوا رسائل احتجاج رسمية.

ودعا ابو نصار الشرطة الإسرائيلية إلى مراجعة سلوكها وتقديم اعتذار علني للفتيات المكرسات، مؤكداً أن الجهات المسيحية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذا الحدث.