فلسطينيّو ألـ 48 الذين أطلقت عليهم السلطات الرسمية اسم "عرب إسرائيل" يحيون ذكرى يوم الأرض الفلسطيني كل عام في الثلاثين من شهر آذار وهو تاريخ هبة الجماهير العربية للدفاع عن أراضيها في العام 1976 . ففي ذلك اليوم صادرت إسرائيل مساحات شاسعة من أراضي المواطنين الفلسطينيين وأدت الاحتجاجات إلى مقتل وإصابة عشرات منهم. هذه المرة احتفل فلسطينيو الداخل بالذكرى التاسعة والأربعين ولكن ليس في موعدها بسبب عيد الفطر بل في الثامن والعشرين من الشهر نفسه والتي يمكن وصفها بصوت عال بالفاشلة بسبب المشاركة الضعيفة لهذا العام. حتى المظاهرات التي تقام احتجاجا على العنف تكون المشاركة فيها ضعيفة. عيب على هذا المجتمع.
تعالوا نستعرض معا أين يكمن الخلل: أنا شخصيا أرفض أي مبرر لهذا الفشل. عندما يعلن أي مخزن من مخزن البيع عن حملة تنزيلات يتهافت عليه "عرب إسرائيل" بالمئات ليستفيدوا من هذه الحملة . وعندما يعلن مكتب سياحة عن عروض سفر مغرية ترى هؤلاء يسارعون بالآلاف لحجز أماكن لهم. لكن إذا كان الأمر يتعلق بقضية وطنية مثل يوم الأرض فلا تلاقي الاهتمام المطلوب، بمعنى ان الأكل والشرب " الهامهام" والرحلات السياحية أهم بكثير من يوم الأرض. فهل أصبح اهتمامنا بطابا وشرم الشيخ وتركيا أهن من يوم الأرض؟ عيب على هذا المجتمع.
أين الناس التي كانت تشارك بالآلاف في مسيرة يوم الأرض؟ هل انقرض هؤلاء الناس؟ هل انعدم الحس الوطني عند "عرب اسرائيل" وتحول الاهتمام الى شرم الشيخ وطابا؟ لو كانت المدارس والأهل تقوم بواجبها بشكل كامل في ترسيخ فكرة يوم الأرض في عقول الأبناء لاختلف الأمر كليا ولذلك ليس من المستغرب تقلص عدد المشاركين من الجيل الجديد.
هناك نقطة أخرى في غاية الأهمية: تقصير أحزاب الكنيست في الترويج للمشاركة، كيف؟: قائمة منصور عباس (الموحّدة) والذي لم يشارك في المسيرة، لديها عشرات الآلاف من الداعمين لها. فهل تعجز هذا القائمة عن توجيه على الأقل ألفي شخص للمشاركة في مسيرة يوم الأرض؟ هل يصعب على منصور عباس إعطاء توجيهاته لأنصاره بالمشاركة في يوم الأرض؟ وهنا أسال منصور عباس عما إذا كانت المشاركة في إفطار رمضاني لإحدى السفارات أهم من المشاركة في يوم الأرض؟
هذا الأمر ينطبق أيضا على "الجبهة". لماذا لم تتوجه الجبهة لأنصارها بصورة فعلية للمشاركة في مسيرة يوم الأرض لهذا العام؟ هل عجزت عن ذلك أم أنها توجهت ولكن "سمعان لم يسمع والرفاق مش فاضيين؟"
يقول البعض أن لجنة المتابعة هي المسؤولة عن الفشل. وأنا أرى أن محمد بركة رئيس اللجنة فعل كل ما في وسعه لانجاح المسيرة من خلال التحضيرات التي قام بها فلا تحملوه أكثر من طاقته.
وأخيراً...
بقي علينا القول ان المشاركة الضعيفة في ذكرى يوم الأرض لهذا العام هي وصمة عار على جبين المجتمع العربي.