في ظل التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة، كان لموقع "بكرا" هذا الحوار مع الكاتب والمستشار السياسي د. أحمد الخزاعي لتحليل أبعاد هذه التصريحات وتداعياتها.
انحياز واضح لإسرائيل
تحدث د. أحمد الخزاعي عن تصريحات ترامب، مشيرًا إلى أنها تأتي في سياق رؤيته الواضحة والمنحازة لإسرائيل، والتي كانت دائمًا جزءًا من خطابه السياسي. وأوضح أن حديث ترامب عن "تطهير" المنطقة يتجاهل التداعيات الإنسانية والسياسية لهذه الفكرة. وأكد أن مطالبة دول مثل الأردن ومصر باستقبال اللاجئين الفلسطينيين لا تراعي الضغوط التي قد تنجم عن ذلك على البنية التحتية والموارد والاقتصاد، فضلاً عن التوترات الاجتماعية والأمنية التي قد تترتب على هذا النزوح.
رفع الحظر عن تسليح إسرائيل
وأشار الخزاعي إلى قرار ترامب بإنهاء حظر إرسال القنابل الثقيلة إلى إسرائيل، معتبرًا أنه يعكس دعمه المطلق لإسرائيل دون أي اعتبار للخسائر البشرية. وأوضح أن هذه القنابل، التي تزن 2000 رطل، تؤدي إلى دمار واسع وسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وأكد أن إدارة بايدن فرضت هذا الحظر لتقليل الخسائر، لكن ترامب ألغاه ليؤكد أن دعمه لإسرائيل غير مشروط، بغض النظر عن التداعيات الإنسانية.
تداعيات النزوح على الدول العربية
وتطرق الخزاعي إلى تداعيات هذا الطرح على الفلسطينيين والدول المستقبلة المحتملة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين يواجهون خطر النزوح النهائي دون إمكانية العودة، مما يعني تهجيرًا قسريًا طويل الأمد. كما أوضح أن استقبال الأردن ومصر لعدد كبير من اللاجئين سيؤدي إلى ضغط هائل على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والإسكان، إلى جانب التأثيرات الاقتصادية. وأكد أن المخاوف الأمنية تمثل أكبر تحدٍ، حيث ستحتاج هذه الدول إلى تكثيف جهودها الأمنية لمنع تسلل جماعات متطرفة، مما قد يفاقم الوضع الأمني في المنطقة.
وأشار الخزاعي إلى أن تبني هذا المقترح سيمثل تحولًا جذريًا في موقف الولايات المتحدة تجاه القضية الفلسطينية. وأوضح أن إدارة بايدن دعت إلى بقاء غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية المستقبلية، في حين أن نهج ترامب يقترب من مواقف الساسة اليمينيين في إسرائيل الذين يدعون إلى نقل الفلسطينيين لإفساح المجال أمام التوسع الاستيطاني، وهو ما قد يؤدي إلى تقويض حل الدولتين بالكامل.
وفي ختام حديثه، أكد الخزاعي أن الدول العربية يجب أن تتعامل بحذر مع مثل هذه الطروحات، مشددًا على ضرورة تبني موقف موحد يرفض أي محاولات لفرض تهجير قسري على الفلسطينيين. كما أشار إلى أهمية الضغط الدولي للحفاظ على حقوق الفلسطينيين في أرضهم، ومنع تحويل النزوح إلى أمر واقع. وأكد أن الحل يجب أن يكون سياسيًا وعادلاً وليس عبر حلول قسرية وغير إنسانية.