المحلل السياسي إيهاب جبارين لبكرا: استطلاعات الرأي تعكس المزاج العام لكنها لا تغير السياسات

في مقابلة خاصة مع موقع "بكرا"، تحدث المحلل السياسي إيهاب جبارين عن دلالات استطلاعات الرأي وتأثيرها على الواقع السياسي في إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الاستطلاعات تعكس توجهات الرأي العام لكنها ليست بالضرورة قادرة على تغيير السياسات الحكومية بشكل مباشر.

وربط جبارين حديثه بمقولة شمعون بيرس التي تصف استطلاعات الرأي بأنها "كالعطور، يمكن أن نشمها ولكن لا يمكن شربها"، موضحًا أن المزاج العام قد يكون معارضًا لسياسات الحكومة، لكنه لا يؤدي بالضرورة إلى تغيير جوهري في توجهاتها.

وأضاف جبارين أن المعارضة الشعبية للسياسات الحكومية ليست جديدة، فقد شهد التاريخ الإسرائيلي محطات عدة من الاحتجاجات ضد قرارات حكومية، مثل اتفاقية أوسلو، واتفاقية كامب ديفيد، وكذلك الانسحاب من قطاع غزة في عهد أرييل شارون. ومع ذلك، لم تؤدِ هذه المعارضة إلى تغييرات فورية أو ضاغطة على السياسات المتبعة.

تأثير امريكي على إسرائيل

وفي سياق آخر، أشار جبارين إلى دور الإدارة الأمريكية في التأثير على القرارات السياسية الإسرائيلية، مشددًا على أن عائلات الأسرى الفلسطينيين تدرك أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان أكثر قدرة على الضغط على بنيامين نتنياهو مقارنة بجو بايدن. وأوضح أن هذا لا يعني اختلافًا جوهريًا في الاستراتيجيات بين الإدارتين، لكنه يعكس تفاوتًا في التكتيكات وقدرة كل إدارة على فرض أجنداتها السياسية.

واختتم جبارين حديثه بالتأكيد على أن التأثير الحقيقي لاستطلاعات الرأي يعتمد على الظروف السياسية العامة ومدى وجود قوى قادرة على استثمار هذه التوجهات في إحداث تغيير ملموس في السياسات الحكومية.