أكد المختص في النزاعات الإقليمية والدولية، الدكتور علي الأعور أن القصف العنيف الذي نفذته إسرائيل فجر امس على قطاع غزة جاء بتعليمات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع كاتس.
وأوضح أن القصف استهدف مختلف مناطق القطاع شمالًا ووسطًا وجنوبًا، في إطار قرار إسرائيلي بالعودة إلى الحرب وارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأشار الأعور إلى أن هذا القرار لم يكن مفاجئًا إذ اتخذته القيادة الإسرائيلية منذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بعدما شاهدت المشاهد التي بثتها كتائب القسام والتي أثارت ردود فعل قوية داخل إسرائيل وأظهرت فشل الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها.
وأضاف أن التوقيت الذي اختاره نتنياهو لهذا التصعيد العسكري يرتبط بحساباته السياسية الداخلية حيث يسعى إلى صرف الأنظار عن التوترات الداخلية المتصاعدة في إسرائيل لا سيما المظاهرات الواسعة التي خرجت اليوم احتجاجًا على قراره إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار.
كما اعتبر الاعور أن الهجوم الإسرائيلي يخدم مصالح سياسية لحكومة نتنياهو خاصة فيما يتعلق بمحاولاته إعادة إيتمار بن غفير إلى الحكومة لضمان تمرير قانون الموازنة في الكنيست.
وأشار إلى أن هذا التصعيد العسكري يأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية حيث تحركت حاملة الطائرات الأمريكية باتجاه المنطقة وسط تهديدات بقصف اليمن وإيران والعراق مؤكدًا أن نتنياهو حصل على ضوء أخضر أمريكي للمضي قدمًا في هذا التصعيد.
واكد الأعور على أن نتنياهو يسعى إلى الهروب من أزماته الداخلية عبر التصعيد العسكري في محاولة لمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية قد تؤدي إلى عزله من منصبه بعد تحميله المسؤولية عن فشل إسرائيل في السابع من أكتوبر وفقًا لتقرير الشاباك الأخير.