يقول العرب عن اليهود "أولاد العم" يعني ان العرب واليهود ابناء عمومة لأنهم ينحدرون من نسل ابراهيم عليه السلام، فالعرب ينحدرون من نسل إسماعيل، واليهود من نسل اسحاق (ابني ابراهيم) بمعنى أن إسماعيل هو جد العرب وإسحاق جد بني إسرائيل وكانا أخوين عليهما السلام.
وإذا كان "بني إسرائيل" يقولون في توراتهم عن أنفسهم "شعب الله المختار" فنحن "عرب اسرائيل" أصبحنا شعب القتل ، ولكن ليس استناداً للقرآن أو الانجيل بل استنادا الى ممارساتنا للقتل الذي أصبحنا نعيشه بشكل يمي تقريبا.
وحسب دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، هم ألـ 7.247.000 يهودي (شعب الله المختار) ونحن 2.089.000 عربي فلسطيني الذين نعيش معهم في إطار دولة يعتبروها دولة اليهود، اعتبرونا على الهامش. ونحن أوجدنا لأنفسنا صفة "عرب القتل " ولم نكتف بصفة "عرب اسرائيل" والتي فصّلوها على قياسنا بعد قيام دولتهم. لكن وكما يقول مثل شعبي فلسطيني "ان خليت بليت"، فعندنا شخصيات دينية وسياسية واجتماعية في منتهى العقلانية تعمل من أجل العودة بمجتمعنا العربي الى حالة الاستقرار.
معدل جرائم القتل في الدول العربية يصل إلى نحو 10 جرائم في السنة لكل مليون نسمة، في حين وصلت النسبة في المجتمع العربي في الداخل الفلسطينيّ (عام 2024) إلى 177 جريمة في السنة لكل مليون نسمة، وهذه نسبة مخيفة ومرعبة. فهل نصل الى موسوعة غينيس للأرقام القيسية في عدد ضحايا القتل؟ غير مستبعد.
قبل عام بالضبط وفي إطار تحليلي اليومي في هذا الموقع كتبت مقالا في الخامس عشر من شهر نيسان /ابريل العام الماضي بعنوان "في مجتمعنا العربي ... القتل على قفا من يشيل" ذكرت فيه بكل وضوح:
" ان جرائم القتل تنتشر في مجتمعنا العربي و"القتل على قفا من يشيل"، وان الانفلات هو سيد الموقف، فلا الجهات الرسمية الأمنية المسؤولة، لديها الرغبة والتصميم على وضع حد لهذه الجرائم لأسباب عديدة، ليس لأنها غير قادرة بل لأنها تغض الطرف عما يجري، ولا المجتمع العربي نفسه قادر على ذلك"
وفي الثامن عشر من الشهر الماضي كتبت مقالاً بعنوان: " هل أصبح "عرب إسرائيل" عرب القتل؟ قلت فيه" صرت أخجل من نفسي عندما أكتب مقالاً عن تفشي العنف في مجتمعنا العربي، لأن حالات القتل المتزايدة التي يشهدها هذا المجتمع ليست من فعل غرباء بل من أفراده، مما يؤكد المثل الشعبي “دود الخل منو وفيه.” ومع الأيام والاسابيع تفاقم الانفلات بشكل لم يعد يحتمل، ولم يتراجع أبناء الوطن عن قتل بعضهم البعض ودود الخل آخذ في التكاثر.
عناوين وسائل الاعلام في مجتمعنا العربي مثل:" مقتل شاب في العشرينات من عمره" و "تعرض شابين لإطلاق نار" و"مقتل شاب إثر تعرضه لطلاق نار" أصبحت عناوين شبه يومية يتناقلها الناس في أحاديثهم ويستغربون مما يجري. ولكن لماذا الاستغراب؟ الفاعلون لم يأتوا من الصومال بل هم أبناء هؤلاء الناس الذين يستغربون مما يعيش مجتمعهم.
ما أشطرنا في القتل حتى في رمضان الخير. حسبي الله ونعم الوكيل.