في الثامن عش من الشهر الجاري كتبت مقالا بعنوان "هل أصبح عرب إسرائيل عرب القتل؟" قلت فيه بكل صراحة "صرت أخجل من نفسي عندما أكتب مقالاً عن تفشي العنف في مجتمعنا العربي" والآن وعندما أقرأ عن تميز أبناء شعبي في أوروبا، أقولها مجدداً وبصوت عال اني على حق في هذا الخجل وأتساءل لماذا نحن هكذا؟
ما دعاني للكتابة حول ذلك خبر قرأته عن فوز طالب فلسطيني من غزة اسمه عمر أبو سمهود بجائزة Stipendium Hungaricum للتميز في اللغة المجرية، وهي جائزة مرموقة تُمنح سنويًا لأفضل الطلاب الحاصلين على منح دراسية في المجر. وتُعَد الجائزة، التي تعترف بالإنجاز الأكاديمي الاستثنائي والكفاءة في اللغة المجرية، علامة فارقة رائعة للشاب، الذي تغلب على تحديات هائلة للتفوق في أرض أجنبية. الجائزة تسلط الضوء على مساهماته الأكاديمية المتميزة، بما في ذلك مشروع أطروحته الحالي: "استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة بيانات الطلاب في الجامعة". وأقيم للطالب أبو سمهود حفل تكريم في العاصمة المجرية بودابست، بحضور ممثلين كبار عن الدولة.
وقبل ذلك لفت نظري خبر آخر يتحدث عن إنجاز بحثي غير مسبوق لستة باحثين فلسطينيين من الضفة الغربية يعكس تفوق الأكاديميين الفلسطينيين على الساحة العالمية، وفق تصنيف "ScholarGPS" وهو تصنيف أكاديمي عالمي يستخدم لتقييم جودة الأبحاث الأكاديمية.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من الإشارة الى الشاب الفلسطيني عازف البيانو أيهم أحمد الذي حصل على جائزة بيتهوفن الدولية لحقوق الإنسان والسلام ويقدّم عروضا وحفلات موسيقية في مقر إقامته في ألمانيا ينقل خلالها رسالته الإنسانية إلى العالم. وهناك فلسطيني آخر سطع نجمه في ألمانيا أيضاً وهو الشاب سليمان أبو غيدا الحاصل على جائزة الاندماج الألمانية عام 2017، وعلى وظيفة في رابع أكبر شركة برمجيات في العالم المعروفة باسم SAP. وإذا أردت الكتابة عن الشاب الخلوق المتألق عازف الكمان الشهير جهاد عقل المعروف عربياً ودولياً لاحتجت الى صفحت كثيرة لأعطي هذا الشاب حقه.
بربكم قولوا لي وصارحوني: أليس من حقي أن أخجل عندما أكتب عن الجريمة في مجتمعنا العربي الفلسطيني مقارنة بما أكتبه عن تميّز فلسطينيين آخرين في مجتمعات أخرى؟ أليس من حقي أن أتساءل هل فعلاً نحن منهم وهم منا، مع معرفتي بالمثل الشعبي "إن خِليت بِليت" ومع تقديري للبارزين (المخلصين) في مجتمعنا سياسيا واجتماعيا.
هم، الفلسطينيّون الآخرون يحصلون على تفوق في الإبداع ونحن، الفلسطينيّون في هذا المجتمع نحصل على تفوق من توع آخر. رمضان كريم أعاده الله علينا ونحن أكثر وعياً.