في خطوة تضامنية بمناسبة عيد غرس الأشجار، قام نشطاء من منظمة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان"، نهاية الأسبوع الماضي، بزراعة مئات الأشجار في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، لدعم المزارعين الفلسطينيين في ظل الاعتداءات المستمرة على أراضيهم.
عند وصول النشطاء إلى الموقع، واجهوا قوات الجيش الإسرائيلي التي فرضت قيودًا على تحركاتهم وأجرت تفتيشًا أمنيًا لهم، في الوقت الذي سمحت فيه للمستوطنين بالدخول إلى أراضي القرى الفلسطينية لزراعة أشجار خاصة بهم.
ردٌّ على اعتداءات المستوطنين على الأراضي الزراعية
جاءت هذه المبادرة بعد إقدام مستوطنين على قطع 150 شجرة كانت مزروعة على أراضٍ خاصة تعود لعائلة الهَريني قبل عدة أسابيع. وتم تنفيذ الفعالية بمشاركة عدد من المنظمات الحقوقية، منها: سلام الآن، نقف معًا، كل نَشاما، مراقبون، محصوم ووتش، وحركة EAPPI.
وتمت زراعة الأشجار الجديدة على أراضٍ أقرّ القضاء الإسرائيلي بأنها ملكية خاصة للفلسطينيين، في محاولة لتعويض الخسائر التي يتكبدها المزارعون بسبب الاعتداءات المتكررة.
تصاعد استهداف الأشجار في الضفة الغربية
تأتي هذه المبادرة في ظل تصاعد الاعتداءات على الأشجار، لا سيما أشجار الزيتون، في الضفة الغربية. ففي عام 2023 وحده، تعرض أكثر من 10,000 شجرة زيتون للتخريب، خصوصًا في منطقتي نابلس ورام الله، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على مصدر رزق المزارعين الفلسطينيين وأسلوب حياتهم.
استمرار المبادرات الداعمة للمزارعين الفلسطينيين
يُذكر أن منظمة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" تقود جهودًا واسعة لحماية حقوق المزارعين الفلسطينيين، إذ تم زراعة نحو 725 شجرة منذ بداية العام الجاري في كل من الضفة الغربية والنقب، في إطار مشروع لدعم صمودهم.
وفي تعليق على هذه المبادرة، قال آفي دَبوش، المدير التنفيذي للمنظمة:"تحريم قطع الأشجار ينطبق على جميع الأشجار المثمرة، وحقوق الإنسان تشمل كل من خلقوا على هذه الأرض. نشهد مرارًا كيف يتم استخدام اقتلاع الأشجار كأداة للإضرار بالمزارعين الفلسطينيين ورزقهم. لا معنى للاحتفال بعيد غرس الأشجار إذا لم ندافع عن الأشجار التي تخص الجميع. زراعة الأشجار يوم الجمعة هي امتداد مباشر لهذا النضال."