حول استفحال الجريمة في المجتمع العربي، تحدث موقع بكرا مع الداعية د.محمد حسن، وقال خلال حديثه:
إنّ استفحال الجريمة في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني 48 منذ سنوات وحتى اللحظة لم يُواجه برد فعل يرقى إلى مستوى الحدث، والوسائل التي تم اللجوء إليها حتى الآن مثل المظاهرات والبيانات والخطابات والندوات والمؤتمرات لم تؤثر شيئا في لجم الجريمة، بل نلحظ ارتفاعا في نسبة القتل يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وعاما بعد عام . لا يخفى أن هناك دولة مسؤولة عن أمن الفرد والمواطن والمجتمع، وهي الجهة الوحيدة القادرة على مواجهة منظمات الإجرام المدججة بالسلاح، وحتى الآن وحسب الوقائع على الأرض، لا أقول لم تقم بواجبها فحسب بل يطيب لها ما يجري في مجتمعنا العربي، وأضيف: آخر ما يعنيها أمن المواطن العربي! وكل الدلائل تشير إلى أن سياسة "فخّار بكسر بعضه" هي لسان الحال والمقال، ولو كان عشر عدد القتلى في مجتمعنا العربي، في المجتمع اليهودي لاهتزت حكومات وتزلزلت وزارات ومؤسسات!".
وتابع: "ناقوس الخطر يقرع منذ سنوات ورغم ارتفاع نسبة الإجرام، فقيادة المجتمع العربي لم تتجاوز الاحتجاجات التقليدية إلى احتجاجات وخطوات إبداعية غير تقليدية، فالحالة التي نعيشها كارثية ومأساوية وغير اعتيادية، وهذا يقتضي اتخاذ خطوات وإجراءات غير اعتيادية، والظرف الاستثنائي يتطلب إجراء استثنائيا".
المطلوب التنازل عن الأنا الكبيرة
واستطرد خلال حديثه: "المطلوب الآن - حسب رأيي - من قيادة المجتمع العربي المتمثلة بلجنة المتابعة واللجنة القطرية للرؤساء والأحزاب والحركات والوجهاء وسائر الأطر في مجتمعنا ..المطلوب منهم : التنازل عن ( الأنا الكبيرة ) لكل حزب أو حركة أو فئة أو جهة لصالح الكل المتعلق بمجتمعنا العربي في داخلنا الفلسطيني، وما لم نتصرف كشعب له مرجعية مسؤولة فلن تقوم لنا قائمة، وما لم يتعاون الناس على البر والتقوى فلن تُحل لنا مشكلة، وما لم تتضافر الجهود من أجل خطوة شجاعة وجريئة وغير مسبوقة لإلزام الدولة بالتعامل معنا كمواطنين فستبقى أبواب الجريمة مفتوحة على مصاريعها وستبقى نار العنف مستعرة، حتى تطال كل بلد، وحتى تدخل كل حارة، وحتى تستهدف كل شريف! وعندها سنندم جميعا على صمتنا وسكوتنا وعدم تقديم العام على الخاص، والكل على (الأنا)" .
وأوضح خلال حديثه: "نحن مطالبون قيادة وشعبا بتفعيل إجراءات غير مسبوقة- التفاصيل تظهر عندما تتفق القيادات بصدق وإخلاص على تقديم المصلحة العليا على المصالح الفئوية الضيقة - حتى نلزم الدولة بالحفاظ على حقنا المقدس بالعيش الكريم الآمن في جميع قرانا ومدننا دون استثناء ودون شروط. إلى إخواني في المتابعة والقطرية والنواب والأحزاب والحركات؛ تعالوا إلى كلمة سواء تضمن سلامة مجتمعنا وأمن شعبنا مهما ترتب على ذلك من نتائج وتبعات، فإما أن ننجو جميعا وإما أن نهلك جميعا. يا قيادات مجتمعنا العربي: اتفقوا جميعا على المتفق عليه أولا، ولن تجدوا من شعبنا إلا المناصرة والمؤازرة والتأييد والدعم والسمع والطاعة! يا قياداتنا؛ عودوا إلى أحضان شعبكم بوحدة قوية لتنالوا ثقة هذا الشعب مجددا حتى نحقق أمن مجتمعنا حاضرا ومستقبلا، ولنحذر أن ينطبق علينا المثل: " أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثّورُ الأبيض "، ألا هل بلغت اللهم فاشهد ، ولتشهد أرضك وسماؤك وملائكتك وجميع خلقك!".