الوزير عماد حمدان: إعادة إحياء تراث سميح القاسم عمل وطنيّ كبير. عصام خوري: مؤسّستنا ترقى بذكرى القاسم وتسمو بالتّعاون مع بلديّة سخنين. مازن غنايم: مدينة سخنين ستعمل على إدخال أشعاره إلى كلّ بيت. عصام مخّول: كان شعر سميح بوّابته إلى الوطنيّة والأمميّة الثّوريّة. سامي مهنّا: ويكون أن يأتي طائر الوعد. د. كوثر جابر: صوت شعره عبّر عن المجموع وأسهم في صنع الهويّة وحفظ الذّاكرة. صالح بكري: شعر سميح سرديّة لرواية الشّعب الفلسطينيّ وقضيّته. د. نبيه القاسم: سميح ليس مجرّد شاعر مرّ بل هو ظاهرة شعريّة أدبيّة سياسيّة ووطنيّة. جواد بولس: كان سميح لنا ونحن طلّاب أمنية وعلمًا ونموذجًا. موفّق خلايلة: سميح القاسم شرّفنا بمواطنته في سخنين. علي هيبي: كان سميح أوّل من أوقفني على منصّة إلقاء وقال لي ألقِ شعرًا. وطن القاسم: فقدتم شاعرًا وطنيًّا ونحن مثلكم ولكنّنا فقدنا أبًا حنونًا متواضعًا وخفيف الظّل. نبيل عوض: منتصب القامة أمشي مرفوع الهامة أمشي عودًا وغناء.
وصل بيان لموقع العرب جاء فيه: "في أجواء ربيعيّة حميمة غمرها غناء الوطن وجمال الفنّ والشّعر وصوت سميح القاسم الّذي يتقدّم دائمًا في طريق الحرّيّة والكفاح والمواجهة، في هذه الأجواء استقبلت مؤسّسة "محمود درويش للإبداع" ممثّلة بمديرها الكاتب عصام خوري وأعضاء من إدارتها، وبلديّة سخنين ممثّلة برئيسها ورئيس اللّجنة القطريّة لرؤساء المجالس العربيّة، السّيّد مازن غنايم وبأعضاء البلديّة وموظّفيها، استقبلوا جمهورًا غفيرًا ونوعيًّا من أهالي مدينة سخنين والمدن والقرى من الجليل والمثلّث، يوم الخميس والموافق لِـ 16/1/2025. فقد غصّت قاعة المكتبة العامّة والمركز الثّقافي بحشد كبير من المثقّفين والنّاشطين والمهتمّين والكتّاب والشّعراء والفنّانين. جاءوا جميعًا وفاء وإحياء للذّكرى العاشرة لرحيل الشّاعر الكبير سميح القاسم وتخليدًا لتراثه الثّقافيّ والكفاحيّ ولحضوره الفلسطينيّ والعربيّ والإنسانيّ الّذي تخطّى كلّ الحدود".
وتابع البيان: "وقد افتتح الأمسية بكلمة ترحيب وشكر قصيرة السّيّد موفّق خلايلة تحيّة سخنين لضيوفها والمشاركين جميعًا معربًا عن تقدير سخنين لدور الشّاعر الكبير وكيف كرّمت المدينة نفسها بكونه مواطنًا سخنينيًّا نعتزّ به، ومن ثمّ قدّم الكاتب عصام خوري مدير مؤسّسة "محمود درويش للإبداع" لتولّي عرافة الأمسية".
وقال البيان: "وبدوره رحّب خوري بالضّيوف وشكرهم ودعا المتكلّمين في الأمسية إلى المنصّة، وهم رئيس بلديّة سخنين السّيّد مازن غنايم، مدير مؤسّسة "أميل توما" السّيّد عصام مخّول، عضو إدارة مؤسّسة "محمود درويش" المحامي جواد بولس، النّاقد د. نبيه القاسم، النّاقدة د. كوثر جابر قسّوم، الفنّان نبيل عوض، مدير مؤسّسة "سميح القاسم" ونجل الشّاعر الرّاحل وطن سميح القاسم، الشّاعر سامي مهنّا، الشّاعر علي هيبي. وقد نوّه خوري بمعالي وزير الثّقافة الفلسطينيّ د. عماد حمدان وثمّن نشاطه في إنجاز المشاريع الثّقافيّة والأدبيّة والوطنيّة، كان آخرها وأبرزها تصميم جداريّة للشّاعر الكبير وبناؤها في مدخل مدينة رام الله، ومن ثمّ إقامة حفل إسدال السّتار عنها يوم الأحد الموافق لِ 24 /11/2024 برعاية دولة رئيس الوزراء الفلسطينيّ د. محمّد مصطفى وبمشاركة شعبيّة ووطنيّة ودوليّة، وأشاد بدور وكيل الوزارة جاد الغزّاوي وبدور مدير مكتب الوزير بشير زاهر في نجاح تلك المشاريع".
واكد البيان: "وشكر خوري بلديّة سخنين ورئيسها معربًا عن شكره لهذا التّعاون مع مؤسّسة "محمود درويش" من أجل إنجاز فعاليّات تخدم قضيّة مجتمعنا وشعبنا وثقافتنا، وكذلك شكر طواقم العاملين والموظّفين في المكتبة العامّة والمركز الثّقافي الّذين لم يألوا جهدًا لإنجاح هذه الأمسية، وقد تطرّق خوري في كلمته الافتتاحيّة إلى مسيرة الشّاعر الثّقافيّة والكفاحيّة من أجل قضيّة شعبه الفلسطيني وقضايا الإنسان العادلة في كلّ مكان".
وجاء في البيان: "وفي كلمته المصوّرة أشار معالي وزير الثّقافة إلى أهمّيّة التّواصل الثّقافيّ بين الأمداء الفلسطينيّة مهما ترامت الجغرافيا ورغم المعاناة الوطنيّة والّتي نعيش آلامها اليوم في غزّة، وذكر في مستهلّ حديثه: "إنّ المعاناة في غزّة وسائر مناطق فلسطين، أساسها الاحتلال والاستيطان والعدوان المتكرّر على أبناء الشّعب الفلسطينيّ والتّنكّر لحقوقهم المشروعة، والّتي تلزم الفلسطينيّين بالعمل من أجل استعادة الحقوق، وأقلّها إقامة الدّولة وعاصمتها القدس والاستقلال التّام بعد الاعتراف بكامل الحقوق"، وأشاد معالي الوزير بالجانب الثّقافيّ والأدبيّ الّذي قام به سميح القاسم ورفاقه من شعراء المقاومة، وكيف صارت القصيدة تلعب دورًا نضاليًّا وتحوّلت إلى سلاح فلسطينيّ، لا يقلّ أهميّة عن كافّة أشكال النّضال. وقد ثمّن معالي الوزير دور المؤسّسات الوطنيّة والثقافيّة، في الدّاخل وفي الضّفّة الغربيّة، وبخاصّة مؤسّسة: "محمود درويش للإبداع" وبالتّعاون مع وزارة الثّقافة".
واستمر البيان: "وكانت كلمة البلد المضيف، سخنين للسّيّد غنايم رئيس البلديّة، وبعد الشّكر والتّرحيب تحدّث عن استعداد سخنين بلديّة وأهالي لاستضافة أيّ نشاط ثقافيّ وللتّعاون مع أيّ جهة تعمل من أجل قضايا مجتمعنا العربيّ وشعبنا الفلسطينيّ ومستقبله، ومن ثمّ تطرّق إلى الشّاعر الرّاحل فقال: "إنّ سخنين كإحدى بلدات مثلّث "يوم الأرض" تشعر بشرف كبير لتكريم سميح القاسم شاعر الوطن والقضيّة، وقد منحته سخنين منذ زمن بعيد وهو حيّ مواطنة شرف فتشرّفت سخنين بكونه مواطنًا فيها، ولقد كانت مفتاح دخول أشعاره لكلّ بيت فيها، لأنّه اسمه وشعره ارتبطا بالوطن والتّراب"".
واضاف البيان: "أمّا الكلمة التّاليّة فكانت من نصيب السّيّد عصام مخّول رئيس مؤسّسة "أميل توما" في حيفا، ورئيس الجبهة الدّيمقراطيّة للسّلام والمساواة، وقد أشار مخّول في كلمته إلى ميزة في شعر القاسم حيث كان بوّابة دخوله إلى معترك القضيّة الوطنيّة والفكر الأمميّ والنّهج الثّوريّ، وقد قال في معرض حديثه: " إنّ شعر سميح خاصّة وشعر المقاومة عامّة هو حالة انتقاء اللّحظة التّاريخيّة للملكة الإبداعيّة والجماليّة لأجل قضيّة وطنيّة وثوريّة عادلة، شعر سميح خلطة كبيرة ورائعة تحوّل بها الشّعر إلى أداة كفاحيّة بأيدي الشّعوب المظلومة والمكافحة ضدّ الظّلم، لقد أصبح شعر سميح صوت التّحدّي وأهزوجة الجماهير، لأنّه حمل قضيّة انطوت على تجارب عظيمة بكلّ ما فيها من انتكاسات وانتصارات، يشبه النّهر المتدفّق الماضي في طريقه بعد أن وضع بصمته التّاريخيّة على حياتنا وفي وجداننا الجماعيّ والفرديّ"".
وتابع البيان: "وفي الفقرة التّالية ألقى الشّاعر سامي مهنّا قصيدة بعنوان "ويكون أن يأتي طائر الوعد" من ديوانه "يافا شهوة البحر" المستوحاة من قصيدة للشّاعر سميح القاسم بعنوان "ويكون أن يأتي طائر الرّعد"، وقد قال في مطلعها: "ربّما أحتاج أن أسقي جراحًا لم تنمْ/ ببسمة ونسمة جديدة/ وربّما أحتاج صمتًا حالمًا/ لكي أصوغ نغمة/ تتلو على الكون نشيده/ وربّما أحتاج أن ألقي على الماضي سلاما/ هناك كان الأمس مزروعًا على همسي حطاما/ وكنت في إغفاءة الدّنيا القيامة/ سلام أمسي للّذي نامت على أكتافه/ مليون صحراء فقاما"".
وقال البيان: "د. كوثر جابر قسّوم كان لها مداخلة نقديّة في الأمسية عن شعر سميح وأدبه، وقد عادت بنا إلى عشر سنوات مضت، عندما رحل الشّاعر الكبير عنّا، فقالت: "إنّنا اليوم نستعيد الحياة بذكراه العاشرة والّتي تجعلنا في حالة تواصل وطنيّ وفنّيّ مع شعره وكفاحه، لأنّ سميح وأمثاله يسكنون فينا، وما زلنا نحفظ قصائده: "منتصب القامة أمشي/ مرفوع الهامة أمشي" وقصيدة "احكي للعالم احكي له/ عن بيت كسروا قنديله"، فقد كان شعره عامّة صانعًا للهويّة لأنّ قصيدته تميّزت بالجماهيريّة، حيث تذهب سريعًا إلى النّاس وتستوطن وجدانهم ويذهب النّاس إليها، ولعلّ هذه الميزة مكّنت شعره من إعادة إنتاج الذّاكرة الجماعيّة لفلسطين وشعبها وقضيّتها"، ويشار إلى أنّ النّاقدة أصدرت في العام الماضي سنة 2024 كتابًا تناول نثر سميح حمل عنوان "الشّاعر في إهاب النّثر، دراسات في المنجز النّثريّ لسميح القاسم" وهو بمثابة دعوة واضحة للنّقاد والباحثين والدّارسين للاهتمام بإبداع سميح النّثريّ، والّذي لا يقلّ جمالًا وقيمة فنّيّة وموضوعيّة عن شعره".
واضاف البيان: "وفي الفقرة التّالية ألقى الفنّان صالح بكري من شعر سميح القاسم وقد اختار سرديّة معبّرة بشكل جميل مع الذّكرى، فقد ألقى قصيدة لسميح بعنوان "كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه"، فكانت بإلقائه الجميل ذات وقع ينسجم مع روح الأمسية المثيرة.
وكانت كلمة د. نبيه القاسم عبارة عن مداخلة نقديّة ذاتيّة، وقد أشار إلى العلاقة الوثيقة بين مثلّث يوم الأرض والشّاعر سميح القاسم، قد قدّم شكره لبلديّة سخنين الّتي بادرت لتكريم الشّاعر الكبير، وفي غمار كلمته قال د. نبيه: "لم يكن سميح مجرّد شاعر مرّ في تاريخ الشّعر العربيّ والفلسطينيّ بل كان ظاهرة شعريّة أدبيّة وطنيّة سياسيّة فريدة من نوعها، إذ كان له أثر على مجمل حياتنا في الدّاخل وعلى مستوى الشّعب الفلسطينيّ، فقد كان لسميح مجالات كثيرة غير الشّعر، فقد كان له عمله الصّحفيّ في مجلّة "الجديد" وجريدة "كلّ العرب"، وفي كلّ مراحل حياته قاوم كعربيّ قوانين مصادرة الأرض وسياسة التّجهيل وسياسة التّجنيد الإجباريّ للعرب الدّروز، الّتي كانت عبارة عن سياسة لسلخ العرب الدّروز عن انتمائهم العربيّ، وفق سياسة "فرّق تسد"، وقد كان سميح شاعر الجماهير، ورغم أسلوبه الخطابيّ اهتمّ بتطوير قصيدته بعيدًا عن الخطابة، فقد برز التّنوّع في شعره، إذ كتب القصيدة العموديّة والقصيدة الحداثيّة والقصيرة والطّويلة، وقد كان له تجديد مميّز في القصيدة العموديّة فجعل في مبنى بيتها صدرًا لعجزيْن أو عجزًا لصدريْن. وأخيرًا وبعد حياة عريضة طافحة بالشّعر والكفاح داهمه المرض ولكنّه تحدّاه وأصرّ على الحياة، فأيّ مشعل انطفأ وأيّ قلب توقّف عن الخفقان"".
واشار البيان: "وكان بعد مداخلة د. نبيه فاصل آخر من الشّعر للشّاعر علي هيبي، فقد ألقى قصيدتيْن: الأولى بعنوان "من غشّنا ليس منّا" والثّانية بعنوان "إذ هم عليها قعود"، من ديوانه الّذي سيصدر قريبًا بعنوان "غزّة أرضيّة"، ومن القصيدة الأولى نقتبس: "فيدل كاسترو المقاتلُ وحلّتُهُ العسكريّةُ وحركةُ السّادسِ والعشرينَ منْ يوليو منّا/ تشي جيفارا وقبّعتُهُ الحمراءُ ونجمتُها البيضاءُ وجبالُ السّييرا مايسترا وغابةُ موتِهِ منّا/ هوجو تشافيز وقميصُهُ الأحمرُ يتحدّى البيتَ الأبيضَ منّا/ نيلسون مانديلا الأسودُ النّاصعُ البياضِ والكفاحِ منّا/ العمُّ اللّطيفُ والمنحازُ للفقراءِ ضدّ الجوعِ هو شي منّه منّا/ سبارتاكوس المصارعُ المقاتلُ بأدواتِ المطبخِ ضدَّ وحوشِ كراسّوس منّا/ غاندي وقطنُ الهندِ وأسمالُهُ البيضاءُ وعنزتُهُ ولا عنفُهُ منّا/ لينينُ المفكّرُ الجديدُ وسيّارتُهُ القديمةُ ورؤاهُ الحالمةُ ومختاراتُ النّورِ منّا/ مَنْ غشَّنا فليسَ منّا"".
واكد البيان: "كانت المداخلة الأخيرة للمحامي والكاتب جواد بولس، فجاءت بأسلوب ذاتيّ شيّق، كان له أثر وإيقاع في النّفوس، فقامة سميح وقيمته كقائد مناضل وكشاعر كبير كانت علمًا نموذجًا لنا ونحن طلّاب، وقد قال بولس في كلمته: "ما زلت أذكر سنة 1974 وأنا طالب جامعيّ ما كتبه سميح عن الفتاة منتهى الحوراني وكيف دهستها الدّبابة الإسرائيليّة، فكانت شهيدة تستحقّ الحياة، ومن أجمل ما كتب سميح سيرته الذّاتيّة الّتي اعتبرها "إنّها منفضة"، على اعتبار أنّ العالم رماد حياتنا"، وقد تحدّث بولس عن مفصل هامّ جمع بين الرّاحليْن: سميح القاسم وحبيب بولس، وهو المرض، وكان سميح قد شجّع بولس على عدم الخوف بقوله: "أيّها الموت أنا لا أحبّك ولكنّي لا أخافك"، وأنهى بولس بقوله: "لقد كان الرّاحل فردًا متميّزًا بين مجموعة، أحببناه وعلى ذكراه نبقى"".
وجاء في البيان: "وكانت مداخلة السّيّد وطن القاسم نجل الشّاعر الرّاحل تعبيرًا عن أسرته ومؤسّسة "سميح القاسم"، وقد اعتبر وطن أنّ عائلة أبيه عائلة كبيرة وليست محصورة بآل القاسم، وبعد عشر سنوات على رحيله نلمس ونرى كم كان له من محبّين ولشعره من معجبين، وقد قال: "إنّكم تفقدون شاعرًا ومناضلًا، ونحن مثلكم، وإلى جانب هذا الفقدان الكبير، نحن في الأسرة فقدنا أبًا حنونًا، متواضعًا، بسيطًا وخفيف الظّلّ، كان يحبّ النّاس وقد عاش في كلّ قرية ومدينة من قرانا ومدننا، وكان له حضور في الضّفّة الغربيّة، فشكرًا لسخنين وبلديّتها وأهلها على تكريمه في حياته وعلى منحه المواطنة وعلى تكريمه في الذّكرى العاشرة لرحيله في هذه الأمسية الوطنيّة والثّقافيّة".
واختتم البيان: "وكانت الفقرة الفنّيّة مسك ختام الأمسية، فقد قدّم الفنّان نبيل عوض بالموسيقى والعزف على العود وبالغناء الجميل قصيدة الشّاعر الرّاحل "منتصب القامة أمشي مرتفع الهامة أمشي"، وقد تفاعل الجمهور مع كلماتها ولحنها وإدائها وغنّى بشكل جماعيّ منسجمًا مع غناء الفنّان". حسب البيان