حسن لافي لبكرا: الجيش الإسرائيلي وصل لقناعة أن تدمير حماس هدف غير عقلاني

حول دلالات توقيت التوقيع الاسرائيلي على اتفاق وقف اطلاق النار، تحدث موقع بكرا مع الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي.

وأشار لافي خلال حديثه، أن اتفاق وقف اطلاق النار يأتي كدلالة على ان هناك باتت قناعة اسرائيلية كاملة وخاصة لدى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه لن يستطيع تحمل الضغوطات الكبيرة لاستمرار القتال، وبقاء الأسرى الاسرائيليين بيد حماس، وهنا يبرز دور الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب كمتغير جديد في عملية الضغط على نتنياهو، بما لديه من أوراق قوة وضغط كبيرة لن يتردد باستخدامها ضد نتنياهو، في حال تعطيل نتنياهو للاتفاق كما كان يفعل في السابق طوال فترة الرئيس جو بايدن".

ولفت الى ان أن الأمر الثاني، هو ان نتنياهو بات يتشكل عليه ضغط داخلي من اهالي الاسرى الاسرائيليين من جهة، ومن جهة اخرى مؤسسة الجيش والأمن الذي وصلوا لقناعة، ان لا اهداف عسكرية جديدة يمكن تحقيقها بغزة وان بعض أهداف الحرب التي تم اعلانها من المستوى السياسي مثل تدمير حماس كفكرة وكحاضنة شعبية هدف غير عقلاني ومرتبط باستنزاف دائم و كبير للجيش الاسرائيلي الامر الذي اتضح من خلال خسائر العملية العسكرية الاسرائيلية الأخيرة في جباليا والشمال".

وأوضح كذلك الى ان الأمر الأخير، هو ان حالة الحكومة الاسرائيلية الحالية قد تمنح نتنياهو مزيدا من المرونة في تمرير الاتفاق بسبب الحالة الشعبية الاسرائيلية الداعمة للاتفاق، ومحدودية تأثير وزير الامن القومي ايتمار بن عفير رغم تهديده بالاستقالة في حال تمت الصفقة، والامر ينسحب على وزير المالية بتسلئيل سيموتريتش.

ما مدى التزام اسرائيل بالاتفاق؟

مدى التزام اسرائيل بالاتفاق مرتبط بقوة استمرار الضغوطات من الوسطاء وخاصة دونالد ترامب. واعتقد ان الاتفاق في حال تنفيذ مرحلته الاولى والقاضي بعودة اكثر من مليون نازح فلسطيني الى بيوتهم سيخلق صعوبة موضوعية لعودة الحرب من قبل اسرائيل.

والأمر الأخير آلية تنفيذ الاتفاق مبني على المراحل وهذا يخدم فكرة ان في حال نقض إسرائيل للاتفاق سيكون هناك أسرى اسرائيليين لم يتم الافراج عنهم بعد. الأمر الذي سيثير غضب أهالي هؤلاء الأسرى بشكل غير مسبوق، وخاصة اذا لم تقدم حماس مبررًا حقيقيًا يستفيد منه نتنياهو لعودة الحرب.

كيف ترى تبعات وأهمية الاتفاق

أي اتفاق يوقف الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني هو اتفاق جيد. حماس والفصائل الفلسطينية حققت ما تريده في الساعات الأولى من السابع من اكتوبر ٢٠٢٣م، واطالة عمر الحرب كان سببها الاجرام والحقد الاسرائيلي وتعطيل نتنياهو وحكومته الوصول لاي اتفاق بالسابق.

الاتفاق الان نعتقد أنه يجب الا نقرأه على مبدأ المنتصر أو المهزوم بل يجب قراءته على ان هذه الحرب ما هي الا مرحلة من سلسلة صراع طويل ومستمر بين دولة احتلال اسمها اسرائيل وبين شعب يرزح تحت الاحتلال اسمه الشعب الفلسطيني، ما لم تحل مشكلته بتحرير ارضه واقامة دولته سيبقى يقاوم هذا الاحتلال.